روايه انا لها شمس
المحتويات
قضية ضم من جديد
أجابها بثقة وهدوء
لا يا حبيبي مينفعش أنا عامل له صيغة تنازل متخرش المية
ثم تنهد ليتابع بصوت لائم
وبعدين أنا مش قولت لك تريحي دماغك من التفكير وإعتبري التنازل إتمضى خلاص
ليسترسل بهدوء
غمضي عيونك وخدي نفس عميق وحاولي تسترخي
إنساقت لحديثه وبدأت بأخذ نفسا مطولا مع إغماض عينيها باستسلام للحصول على بعض الراحة والإستجمام لينطق بعد حوالي خمسة عشر دقيقة
صبرني يارب
ربنا يخليك ليا يا فؤادي وتفضل سندي وحبيب عيوني
ويخليك ليا يا فرحة أيامي
أسندها حتى وصلت إلى سريريهما ليجد يوسف جالسا عليه ينتظرها بصحبة عزة التي أحضرت الطعام وهي تقول
تليفونك مبطلش رن يا باشا
رفعت له الغطاء ودثر هو زوجته جيدا ن قبل أن يقول بجدية
التقطته من فوق الطاولة لتناوله إياه لتظهر إبتسامة ساخرة على جانب فمه لتسأله هي بفضول كاد ېمزق داخلها
هو
تطلع عليها ليهز رأسه بتأكيد بعدما فهم مقصدها بشأن المتصلنصر لينطق باهتمام وحب
إتغدي كويس وخدي الأدوية وأنا هدخل أغير هدومي بسرعة وأروح لهم
قال كلماته وتحرك إلى غرفة الثياب لينتقى ملابس له قبل أن يتحرك إلى الحمام للإغتسال
تتناول طعام الغداء تجاورها عزة حاملة الصغير الغافي فوق ساقيها أشارت فريال للعاملة بأن تضع ما بيدها وتعود للأسفل من جديد فانساقت الفتاة إلى ما أمرت به جلست عصمت على
الحمدلله حاسة نفسي أحسن بعد الشاور
لما تنامي هترتاحي أكتر...قالتها بحنو لتسألها فريال بنبرة متعجبة وملامح وجه يكسوها الاستياء
هو أنت إزاي كنتي عايشة مع واحد حيوان بالطريقة دي !
حذرتها عصمت بنظراتها لتتابع بتأثر وتضامن ظهر بعينيها
طب والله الحيوان مظلوم مع حقېر زيه
ابتسمت عصمت رغما عنها لتنطق عزة التي وجدت فرصتها
مستحيل حد يكون بيحب بجد ويعمل كده في اللي بيحبه...جملة معترضة نطقتها فريال باستهجان لتتابع بحدة اكثر وهي تتطلع على تلك الكدمات المنتشرة بوجهها
ده واحد مريض بحب التملك
هو كده بالظبط...قالتها إيثار قبل أن تتابع بإبانة
لتتابع بذهول ارتسم فوق ملامحها
لكن عمري ما تخيلت الجنون يوصل بيه بإنه يخطفني وأنا على ذمة راجل تاني لا وكان
تطلعت إلى عصمت لتتابع وهي تهز رأسها
فيه حد عاقل يعرض طفل صغير لتجربة خطڤ هتأثر عليه بالسلب باقي عمره
هزت رأسها بأسى أما فريال فكانت تستمع إليها متعجبة من تلك المعلومات الجديدة عليها فقد كانت تعتقد أنها كانت متزوجة من رجلا بسيط لا يمتلك أموالا طائلة كالتي تحكي عنها لتسألها بفضول بعدما فشلت بالتحكم بحالها
هو طليقك غني للدرجة دي !
كالعادة تطوعت عزة بالإجابة وهي تتحدث بكثيرا من الثرثرة
ده أبوه عضو مجلس شعب كبير وعنده أملاك وأطيان ملهاش أول من أخر والواد عمرو ده طول عمره دلوعة أمه اللي مش شايفة غيره قدامها مغرقاه بالفلوس اللي ملهاش حصر
لتسترسل وهي تشير بكفيها
هو فسد ووصل لحالته دي من قليل
نطقت عصمت بهدوء
ربنا يبعد شره عنك ويحميك إنت ويوسف يا حبيبتي
شكرتها واستندت بظهرها للخلف وهي تقول إلى عزة
شيلي الأكل من فضلك وهاتي لي الدوا يا عزة
نظرت عصمت إلى الطعام لتنطق باستهجان
الاكل زي ما هو يا إيثار لازم تاكلي علشان الأدوية
مش قادرة يا دكتورة...قالتها وهي تنظر للطعام باشمئزاز لتكمل بايضاح
معدتي ۏجعاني ومش قادرة أكل أي حاجة
تعجبت وهي تنظر إلى فريال التي وضعت حبة من ثمار التفاح داخل صحن ومعها سکينا صغير وتحركت إليها لتجلس على الحافة وبدأت بتقطيع الثمرة قائلة
كلي تفاحة خفيفة مش هتتعب لك معدتك
تطلعت عصمت باستحسان لتصرفات ابنتها التي تنم عن أصلها الطيب وطمأنتها بأن تربيتها لم تذهب هباءا وقفت لتنطق قاصدة عزة
نيمي يوسف جنب مامته يا عزة ونزلي الصينية للمطبخ ونبهي عليهم يعملوا أي حاجة خفيفة لعشا إيثار
ثم تطلعت على فريال لتتابع
أكلي مرات أخوك التفاحة وخليها تشرب كباية العصير كلها
لتسترسل قاصدة إيثار
مينفعش تاخدي الادوية من غير ما تكوني واكلة كويس
نطقت كلماتها بتلقائية ولم يأتي بخيالها كم التأثر والسعادة التي سكنت روح تلك العطشة للحنان من مجرد إستماعها لكلمات والدة زوجها الراقية لقد عاشت حياتها محرومة من الحنان الأسري أدنى حقوقها الادمية لم تحصل عليها وسط عائلتها المفككة التي أشرفت على تربيتهم
حبورها لتنطق بعينين ممتنتين جعلت من قلب عصمت يرق لها أكثر وأكثر
حاضر
اقتربت عليها عصمت لتربت على كفها بحنان مع شمولها بابتسامة حنون لتقول قبل أن تنسحب
حمدالله على سلامتك يا حبيبتي
انسحبا كلا من عصمت وعزة لتتركاها بصحبة فريال حيث تحدثت وهي تناولها الصحن بعدما قطعت الثمرة وقامت بتنظيفها
يلا كلي التفاحة
بعينين شاكرتين تحدثت بامتنان
متشكرة يا فريال متشكرة بجد
تبسمت لتصمت لعدة ثواني قبل أن تقول باستحياء
هو أنا لو قولت لك آسفة على سوء ظني فيك هتقبلي
تنهدت بقوة وهي تشملها بابتسامة جذابة قبل أن تتحدث بصدق وصل لقلب الأخرى مباشرة
إنت أخت الراجل اللي شملني انا وإبني بحبه ورعايته الراجل اللي وقف جنبي في الوقت اللي اتخلى عن حتى اللي من دمي
لتتابع بتأثر ظهر بعينيها
علشان خاطر عيونه أتحمل أي حاجة وإنت مش بس أخته إنت أقرب حد لقلبه
بصراحة كنت فكراك طمعانة في فلوس فؤاد
قطبت إيثار جبينها لتنطق باستياء
فؤاد أنضف راجل أنا شفته في حياتي كلها
لتتابع عاتبة
وميستاهلش منك أبدا إنك تحصريه في دايرة الطمع في فلوسه لأن الطمع الأكبر في رجولته وأخلاقه وإحترامه لذاته وللغير
تنهدت فريال براحة لتقف لجلب الادوية لها
وصل فؤاد لمقر الشرطة وجد نصر ونجلاه بانتظاره جلس بمكتب الضابط وبعث الضابط لجلب
عمرو الذي ولج مقيدا بالأصفاد الحديدية بصحبة العسكري وما أن رأه نصر حتى اشټعل داخله ود لو بيده الأمر لانقض عليه وقام بصڤعة وركله كي يشفي غليله منه فهو بغبائه جعل منه وجبة دسمة قدمت بكل سهولة لذاك الداهي أكلها ساخنة باستمتاع وتلذذ وكانت النتيجة تقديم الصغير على طبق من ذهب إلى إبنة غانم رمقه فؤاد الجالس بكل فخر مستندا
شوفت اللي عملوه فيا يا بابا
أشار نصر بحدة لينطق بصرامة وعينين تحملان بداخلهما ڼارا مشټعلة
إنت تخرس خالص وتقعد زيك زي الكرسي ده وتنفذ اللي هيتقال لك بالحرف الواحد
اشټعل داخله بڼار مستعيرة سرت بجميع جسده لينظر إلى عدوه اللدود وجده يبتسم ساخرا من تقليل والده لشأنه بتلك الطريقة المهينة هتف طلعت بحدة وهو يشير لشقيقه
إقعد يا عمرو
كاد أن يجلس ليهتف فؤاد بقوة موجها حديثه اللازع للظابط
من إمتى المجرمين بيقعدوا ويتضايفوا يا حضرة الظابط !
ابتلع الضابط لعابه لينطق سريعا
خليك واقف يا متهم
إنه لشعورا مرير أصاب ذاك النصر المغرور فهو دائما من يظلم ويفرض سيطرته على الاخرين ويسحق كرامتهم تحت حذائه والأن تبدلت الادوار لتهرس كرامته وكرامة نجله تحت حذاء ذاك الداهي مال ببصره لعدم قدرته النظر بأعين أنجاله الثلاث لينطق بصوت ذليل
خلينا ندخل في الموضوع على طول يا باشا علشان منضيعش وقت سعادتك
أشار فؤاد إلى رجلا أتى بصحبته ليضع العقد فوق الطاولة الجالس أمامها نصر رفعها وتحدث إلى عمرو بنبرة حادة
خد العقد ده إمضيه
قطب جبينه قبل أن يسأل والده مستفسرا
عقد إيه ده
تطوع فؤاد وهو يقول بتشفي ظهر بعينيه ومن خلال صوته الشامت
صړخ بصوت معترض
نعم ده بعينك إنت وهي عاوزني أتنازل لكم عن إبني علشان تعيش متهني وبالك رايق إنت وبنت غانم
دق الضابط فوق مكتبه بقوة ليصيح بصرامة موبخا إياه
إخرس يلا وبطل دوشة وإلا هرجعك الحجز وأخلي الصيع يتسلوا عليك في السهرة
جحظت عينيه ليسأل والده
إنت ساكت ليه يا بابا إنت موافق إنهم ياخدوا إبني مني !
إمضي يا عمرو...قالها نصر بصوت مخټنق مجبرا على التخلي عن حفيده الغالي ليتابع حديثه بايضاح
ورقة التنازل قصاد خروجك من هنا
خرج صوت فؤاد القوي ليكمل على حديث نصر
وقصاد كرسي البرلمان بتاع والدك اللي لو اتحكم عليك بمؤبد هيودعه للأبد
هز عمرو رأسه لينطق پقهر
أنا لا يمكن أعمل كده لا يمكن أتنازل عن إبني واخلي بنت غانم تعيش مرتاحة ومتهنية معاك
هتف نصر من بين أسنانه بغيظ بعدما فقد السيطرة على حاله من أفعال هذا الأرعن المصر على إسقاطه من رأس
الهرم إلى أسفله بأفعاله الهوجاء
هتمضي ورجلك فوق رقبتك الموضوع مبقاش بمزاجك ده ڠصب عنك علشان تتنيل تطلع من المصېبة اللي ورطت نفسك فيها وورطنا معاك
أمسك طلعت الورقة وبدأ بقرائتها مستمتعا بما قرأ ليناولها لشقيقه وهو يحسه على التوقيع
إمضي يا عمرو خلينا نخلص قبل ما سيادة المستشار يرجع في كلامه الخيبة اللي إنت عملتها متصورة صوت وصورة يعني إنت لابس لابس
تطلع لشقيقه بحيرة قبل أن يأخذ نفسا ويهز رأسه بموافقة بعدما حسم أمره بالخروج من هذا المأزق تحدث الضابط للعسكري
فك له يا ابني الكلبشات علشان يعرف يمضي
عن حقي الكامل في حضانة طفلييوسف عمرو نصر طلعت إلى والدته السيدة إيثار غانم محمد الجوهري بشكل نهائي لا رجعة فيه إلى أخره...... ليشتعل داخله وهو يتطلع لذاك الجالس بكبرياء أمسك القلم وقام بالتوقيع مجبرا لينظر متوعدا إلى فؤاد
تنازل فؤاد أيضا عن المحضر المقدم منه ليتحدث نصر بتملق
مرضي يا باشا
رمقه فؤاد بنظرة تقليل قبل أن ينطق بتحذير صارم
ياريت تخلي بالك من تصرفات التافه إبنك وتخلي عينك عليه المرة دي كان عنده الغالي اللي أساومه عليه
ليتابع بنبرة شرسة وهو يرمق ذاك الحقېر بنظرات لو خرجت لحولته إلى قطعة ڼار متوهجة
المرة الجاية أقسم بربي لو فكر مجرد تفكير يبص من بعيد على مراتي ما فيه مخلوق هيعرف يخلصه من إيدي
واستطرد بڼار مستعرة لو خرجت لحولت المكان بأكمله لكتلة من التوهج
وأحمد ربنا إن يوسف كان طرف في الموضوع وإلا كان زمانك واقف بتاخد عزا إبنك
كان يستمع له وداخله مشتعل كاد أن يرد أوقفه نصر بنظراته المحذرة لينطق بصوت جاهد بقوة ليخرجه ثابتا
أوعدك إنه هيبعد خالص عن طريق الهانم يا باشا
أخذ فؤاد العقد وقام بطيه واحتفظ به داخل جيب حلته ليقول بحدة
ده لمصلحته ومصلحتك
تحدث الضابط إلى العسكري
خد المتهم على الحجز يا عسكري
جحظت أعين نصر وأولاده لېصرخ عمرو معترضا
حجز إيه اللي هترجعني فيه !
تطلع نصر إلى فؤاد
متابعة القراءة