روايه انا لها شمس
المحتويات
يدها حين قدمها فؤاد قائلا
نجوى هانم مرات عمي أحمد
لتنطق بكبرياء بعدما شملتها بنظرات متعالية
أهلا
رفعت إيثار عنقها لأعلى تتطلع بعينيها على طاولة أيمن الأباصيري لتتحدث مع زوجها متجاهلة تلك المتعالية مما جعلها تستشيط غيظا
فؤاد تعالى نسلم على الباشمهندس أيمن ومدام نيللي
رمقتها بسخط سميحة التي تجلس بغرور ولم تعير لوجودها إهتماما لكنها كانت تنتظر إهتمام الاخرى بها ليقول فؤاد بهدوء كي تنتبه
تطلعت عليها بنظرة تدعي الاسى والحرج وهي تقول بزيف تعلمه سميحة جيدا
سوري بجد ما أخدتش بالي منك
رفعت قامتها تتطلع عليها بتفاخر قبل أن ترد لها الضړبة
عادي أنا كمان مشفتكيش
تحمحم فؤاد ونظر لعمه مبتسما كي يرفع عنه الحرج الذي أصاب كلاهما جراء الحړب الدائرة بين كلتاهما مما أحدث تراشقا متبادلا من النظرات والكلمات
إتفضل يا حبيبي... قالها الرجل لينسحب فؤاد وزوجته نطقت نجوى باستشاطة ظهرت بعينيها وصوتها
شفت البنت وقلة ذوقها يا أحمد
تعجب من صياح زوجته الغير مبرر بالنسبة له لينطق بكلمة حق
إنتوا اللي بدأتوا بقلة الذوق إنت وبنتك معاها إنت بغرورك في طريقة سلامك عليها وبنتك اللي حاطة رجل على رجل وباصة الناحية التانية بمنتهي قلة الذوق
إنت بتدافع عنها بدل ما تقول لاخوك على جليطة مرات إبنه!
رفع كتفيه لينطق بلامبالاة أحرقت روح زوجته
أشتكي لأخويا ليه البنت جت سلمت عليا بكل إحترام ووشها ما شاء الله بشوش جدا هي إتعاملت معاكم بنفس طريقتكم وده شئ يحسب لها
قال كلماته ليهب واقفا وهو ينظر لتجمع رجال العائلة وكأن شيئا لم يكن
إحتدمت غيظا بعد تحركه لتنظر هي لتلك الجالسة بجوارها
تعالي نروح نقعد مع ستات العيلة إحنا كمان بدل ما نتاخد مخالفة ويقولوا علينا متكبرين زي العادة
زفرت سميحة وهي تقف وتحركت بجانب والدتها بغرور كانت ترتدي ثوبا باللون الأحمر الصريح ذو حمالات رفيعة والظهر وبالكاد يصل لمنتصف فخديها مما أشعل إيثار وجعلها تغير على زوجها من طلتها الجريئة وصلا لطاولة عملاقة تضم معظم نساء وفتيات العائلة وجلستا بغرور اقبلت عليهم عصمت وفريال لتقوما بالترحاب بالجميع بحفاوة تحدثت إحدي سيدات العائلة
الله يبارك فيك يا ميرفت
سألتها أخرى بفضول
هي العروسة من عيلة مين يا عصمت
العروسة من كفر الشيخ يا منى عيلتها مش معروفة في القاهرة...هكذا أجابتها فردت أخرى باستحسان
بس بصراحة يا عصمت فؤاد عرف يختار صح المرة دي البنت زي القمر وشكلها محترمة ولبقة جدا في كلامها
اكملت اخرى على حديثها
تعالت ضحكاتهم لتهمس عصمت بسريرتها خشية من ان يصيب نجلها وزوجته حسدا من هؤلاء النسوة
قل أعوذ برب الفلق
فرقت نجوى نظراتها الحادة على الجميع بعدم ارتياح لتلك الجلسة فطالما لم تنسجم بالتجمعات العائلية لشدة تعاليها وشعورها الدائم بدونية الاخرين بجوار شأنها التي تراه عظيما استشاط داخل سميحة
ولم تعد تتحمل مدح الجميع بها لتنطق بنبرة حادة تنم عن ڠضبها ونيرانها الشاعلة
تعرفي يا انطي لولو إن العروسة اللي عمالين تمجدوا فيها دي بتشتغل سكيرتيرة
قالتها وهي تشير بسبابتها بإشمئزاز لتحول عصمت بصرها إلى فريال التي ابتلعت لعابها وشعرت بأن الارض تهتز تحت قدميها من شدة الإحراج من والدتها
أخيرا نطقت نجوى بعد أن قدمت لها فرصتها فوق طبق من ذهب لتهتف بإستياء ظهر بصوتها وملامحها
أوووو معقولة فؤاد علام يتجوز حتة سكيرتيرة!
وضعت منى كف يدها لتغطي به فمها وبدأن بالهمز واللمز لتقطع همسهم عصمت التي هتفت بصوت واثق ومتزن
إيثار مديرة مكتب لشركة الاباصيري ودي واحدة من أكبر شركات الإستيراد والتصدير
وحتى لو كانت سكيرتيرة فده ما يعيبهاش بشئ بالعكس يعلي من شأنها إنها بتشتغل ومعتمدة على نفسها
واسترسلت وهي تنظر إلى سميحة
العيب إننا نتكبر على الناس ونقلل من شغلهم وكفاحهم لمجرد إننا إتولدنا أولاد لطبقة غنية وعالية
خجلت سميحة وسحبت بصرها لتنظر للأسفل فنطقت لولو بنبرة صادقة
عندك حق يا عصمت الشغل عمره ما كان عيب وبعدين شركة الاباصيري شركة مشهورة جدا ومش اي حد يشتغل فيها
اومأت عصمت برأسها لتنطق قبل أن تنسحب
بعد إذنكم هروح اشوف الضيوف وارحب بيهم
ثم تطلعت على نجلتها لتشير لها للحاق بها رمقت سميحة بنظرات حادة لائمة قبل ان تلحق بوالدتها
بعد ذهابها تحدثت نجوى بسخرية
قال مديرة مكتب قال لا وبتقول لها بكل تفاخر أمال لو دكتورة ولا شغالة في مكان مرموق كانت عملت فينا إيه!
نطقت لولو بمنطقية
يا جماعة هي هتفرق إيه سكيرتيرة من مديرة مكتب ولا إنشالله حتى كانت وزيرة النتيجة في الاخر واحدة وهي إن فؤاد علام هيقعدها في البيت وهيعيشها ملكة زمانها إنتوا مش شايفين الطقم الالماظ اللي لابساه دي يعمل له يجي أربعة مليون جنية
ردت أخرى بانبهار
ولا الفستان واووو يجنن
كل اللي بتقولوه ده ولا يهم عصمت وسيادة المستشار علام ولا يفرق معاهم في اي حاجة...كلمات مبهمة نطقت بها منى لتسترسل بإيضاح
إنتوا مش واخدين بالكم من نقطة مهمة جدا فؤاد كان مضرب عن الجواز والكل فقد الامل فإن علام يبقى له حفيد من صلبه غير ولاد فريال يعني الجوازة دي بالنسبة لعلام وعصمت طوق النجاة الاخير
واسترسلت بلامبالاة
بغض النظر بقى عن العروسة من عيلة مين أو بتشتغل إيه كل ده ولا يفرق معاهم جنب الفرحة الكبيرة اللي هيحسوها لما البنت تجيب لهم الوريث لكل الهيلمان ده
قالت أخرى
عندك حق ده سيادة المستشار يمتلك أكبر ثروة في العيلة كلها
عودة إلى إيثار حيث ذهبت لطاولة أيمن الأباصيري بصحبة زوجها تحت نظرات سالي المشټعلة لم تكن يوما تكن الكره والبغضاء إلى إيثار لكن شعور انها كانت تمن عليها بالهدايا والمعاملة الحسنة كان يرضي غرورها لكنها لم تتقبل فكرة أن تلك العاملة في شركة والد زوجها أصبحت بين ليلة وضحاها زوجة لنجل رجلا بقدر ومنصب علام الكبير وشأن فؤاد وفوق كل هذا فإنهم يمتلكون أموالا طائلة وأصولا وشركات تعد بمليارات الجنيهات وكل هذا سيصبح ملكا لتلك الفلاحة إبنة القرية في حال إنجابها لذكر للعائلة تطلعت على تلك القلادة المعلقة بصدرها لتزيد من إشتعال نيران قلبها كانت تتوسط الجلوس ما بين نيللي ولارا التي تحدثت بنبرة حماسية وهي تتطلع على الاجواء من حولها
الحفلة تجنن يا إيثار
عقبت
بابتسامة سعيدة
عقبال حفلة جوازك وتبقى أحسن من دي ألف مرة يا لارا
قريب جدا...نطقتها الفتاة بحماس بعدما عادت لطبيعتها الاولى حيث واضبت على جلسات العلاج النفسي وتحسنت بفضل الله وبفضل إهتمام من حولها وأيضا فادها كثيرا إتمام خطبتها من الشاب التي تريده وتبادله العشق
وضعت نيللي كف يدها لتربت على كف إيثار وهي تقول بنبرة صادقة لإمرأة راقية
المرة الجاية نيجي نبارك لك على أخو يوسف
ثم مالت على اذنها لتهمس بتوعية
إوعي تكوني بتاخدي حاجة تأجل الحمل يا إيثار
هزت رأسها نافية وهي تقول
لا خالص ده فؤاد مستعجل قوي على الموضوع
ردت بمنطقية
لازم يستعجل انا عرفت إن فؤاد ملهوش إخوات غير فريال وطبيعي يستعجلوا على وريث للعيلة
زفرت سالي وهي ترى والدة زوجها تتهامس مع تلك الفتاة غير عابئة بوجودها اما فؤاد فكان منشغل بالحديث مع أيمن وأحمد وأيهم الذي جاور فؤاد الجلوس نظر أيمن إلى إيثار وتحدث مستفسرا
هي سيادة المديرة مش هترجع شغلها بقى ولا إيه
ابتسمت لتشير بكف يدها إلى زوجها وهي تقول بمداعبة
حضرتك تقدر تسأل سيادة المستشار لأن العطلة من عند جنابه
رفع حاجبه الأيسر مستنكرا وهو يقول بمشاكسة
أخرتها تسلمي جوزك تسليم أهالي للباشمهندس
أطلق الجميع ضحكاتهم عدا سالي المستنكرة ما يحدث ليتابع مسترسلا بجدية
إن شاءالله هترجع بعد بكرة
بجد يا فؤاد...قالتها بعدم إستيعاب لينظر إليها قائلا بهدوء
بجد يا حبيبي الباشمهندس صبر علينا كتير وكفاية لحد كده
تطلع أيمن إليه باستغراب فقد توقع عدم موافقة فؤاد على عودة إيثار لممارسة عملها من جديد ولهذا فقد قام بتعيين فتاة أخرى لتتدرب لحين إبلاغ إيثار بقرارها الاخير كي يتم تعيين الفتاة رسميا بدلا من إيثار لكنه تفاجأ بقرار فؤاد ونيللي أيضا
داخل إحدى الغرف الجانبية بالقصر تدور عصمت حول حالها بوجه غاضب لتصيح بحدة إلى تلك الواقفة كالتلميذ الفاشل
إزاي تعملي حاجة زي كده تطلعي أسرارنا ولمين!
لواحدة تافهة زي سميحة!
واسترسلت پجنون
ليه يا فريال ليه تحطي أخوك وتحطينا في موقف بايخ زي ده
بنبرة خجلة نطقت بدفاع عن نفسها
يا ماما والله ما كنت أقصد أنا كل اللي كنت بفكر فيه وقتها هو إني أحافظ على فؤاد وابعد عنه إيثار بوجود سميحة
هتفت بصياح حاد
وإنت مالك تدخلي في حياة أخوك ليه!
نطقت الفتاة بنبرة حزينة
مكنتش فكراه بيحبها ولا كنت فكراها كويسة كنت مړعوپة على اخويا من فكرة تكرار الماضي
زفرت لتنطق بضجر أصابها من تفكير نجلتها الأرعن
إنت ليه محسساني إن فؤاد ده عيل صغير ومن غيرك هيتوه!
نطقت بنبرة يملؤها الخجل
خلاص بقى يا ماما والله ما هتدخل تاني في حياته بس أرجوك بلاش تقولي له حاجة عن اللي حصل
أشارت بسبابتها بنبرة حاسمة ولهجة حادة لا تقبل النقاش
ده أخر تحذير ليك غلطة كمان وكل حاجة هتوصل لبابا وهو يتصرف معاك ويشوف اخر جنانك ده إيه
قالت جملتها بټهديد لتخرج باندفاع للخارج لتنظر الاخرى لأثرها بخزي وخجل يسيطران عليها والندم يملؤ قلبها
مش هينفع أرقص مبعرفش وهفضحك والناس هتضحك علينا
همس بنبرة هادئة بثت بداخلها الطمأنينة
ششش إهدي يا بابا وسلمي لي نفسك إمشي معايا في الخطوات زي ما علمتك إمبارح وإنت هتبقي هايلة
بحبك وكل يوم بتعلق بيك أكتر
وإنت بقيت كل حياتي يا فؤاد...قالتها بنبرة رومانسية لتتابع رقصتها الاولى معه أمام الناس لتنتهي الرقصة على خير ليصفق لهما الجميع بحفاوة كتحية للعروسان
بعد قليل إشتغلت موسيقى لرقص الثنائيات مرة أخرى فقفزت سميحة وتوجهت صوب فؤاد الواقف بجوار بعضا من أبناء عمومته
لتسحبه من كفه وهي تقول بدلال وحماس زائد
تعالى يا فؤاد أرقص معايا
أنا من إمتى برقص معاك علشان أرقص النهاردة يا سميحة!
تدللت لتجذب كفه من جديد كي تشعل زوجته وتخلق بينهما بابا لفتح المشاكل يعود عليها بالنفع
علشان خاطري بليز توافق يا فؤاد
سميحة... نطقها بنظرات حادة كالصقر قبل أن ينسحب بطريقه لزوجته التي تنهدت براحة فور رؤيتها لتصرفه الذي برد ڼار قلبها المشټعلة أما سميحة فتحرك إليها شابا يدعى محمود يعشقها وتقدم لخطبتها لكنها رفضته لتعلقها الشديد بفؤاد وانتظارها له تحدث الفتى باسطا ذراعه في دعوة صريحة منه بعدما رأى إحراجها على يد فؤاد
تعالي نرقص مع بعض يا سو
مش عاوزة أرقض خلاص...نطقتها بملامح وجه مكفهرة لتنسحب كالإعصار من أمامه
إظن أنا كده عداني العيب ليا نص بحالها سايب لك مراتي
ابتسم أيهم لينطق بحفاوة
بصراحة عداك العيب وأزح يا سيادة المستشار
تحدث
متابعة القراءة