روايه انا لها شمس
المحتويات
مأمنا وهو يجاورهما الجلوس
إن شاءالله
أما بالداخلكانت تتسطح فوق الشزلونج الطبي والطبيبة تباشر بالكشف الطبي عليهايقف بجوارها ذاك العاشق ممسكا بكف
يدها ليبث الطمأنينة داخل روحها الهلعةتحدثت الطبيبة بهدوء بعد انتهاء الفحص
من انتظام النبض أقدر أقول لكم إن حالة الجنين إلى حد ما كويسة بس مطلوب منك الهدوء يا مدام إيثار
هو إيه اللي حصل يا دكتورة!
نطقت الطبيبة بشكل مفصل
واضح من كلامكم ومن الاعراض إن المدام اتعرضت لحالة من الرهاب الشديد نتيجة مخاوفها من حاجة معينةالرعشة الشديدة والتعرق وتسارع ضربات القلب والدوخة كل دي أعراض رهاب واضحة
لتنطق بعقلانية
طبعا انا مش دارسة طب نفسي لكن كلامي بقوله بناءا على الكشف اللي أثبت الحمدلله إن مفيش مشاكل خاصة بالبيبيوكمان أنا قرأت كتير في الطب النفسي علشان يفيدني في شغلي والتعامل مع نفسيات الستات الحوامل
هي كويسة بس لازم تقعد معاها وتشوف إيه الأسباب اللي عرضتها للرهاب وتحاولوا تلاقوا لها حللأن للأسف الموضوع ده لو إتكرر ممكن يأثر على صحة الجنين
هز رأسه عدة مرات لتتابع بابتسامة بشوش وهي تقول بنبرة تفاؤلية
مش حابين تعرفوا نوع الجنين
ينفع جداحاليا نوع الجنين بيظهر في السونار بعد إكتمال الشهر التالت على طول
تطلعت لذاك الممسك بكفها لتبتسم له فسألها متجاهلا حديث الطبيبة
إنت كويسة
أومأت بهدوء ليتابع بطمأنة
أما نروح هنتكلم وأي حاجة مضايقاك أو تعباكي تأكدي إني هعمل المستحيل وأحلها لك
علشان خاطري تهديوكل اللي تؤمري بيه أنا هنفذهولك
إبتسمت لطمأنت ذاك العاشق لتضع الطبيبة المادة السائلة التي تساعد الألة المرتبطة بالجهاز فوق بطنها وبدأت تمررها بتدقيق ليستمع الجميع لصوت نبضات مرتفعة ومتداخلة تصل للضجيجإبتسمت الطبيبة لتنطق بكلمات مبهمة للجميع المتطلعون بأعينهم على شاشة الجهاز بتمعن شديد
تطلع فؤاد عليها ليسألها باستفهام
متأكدة من إيه حضرتك
نطقت بصوت سعيد
من إن النبضات تخص أكتر من جنينمبروك يا افندممدام إيثار حامل في توأم ولد وبنوتة
نطقت كلماتها بتلقائية ولكنها لم تدري مدى وقع تلك الكلمات البسيطة على قلب ذاك المسكين الذي حرم من ذاك الشعور لسنوات عديدة بسبب زوجة انتزعت من قلبها الرحمة فاقدة للأخلاق والمبادئشعور لم يستطع تفسيرهفهو مختلف كل الإختلاف عن أية مشاعر قد تعرض لها طيلة حياتهوجد حاله ينصت متجاهلا جميع الأصوات من حوله فقط صوت نبضات جنينيه هو من يقتحم قلبه قبل أذنيهوكأنها نغمات موسيقية لمعذوفة من أندر وأعذب الألحانڼصب عينيه على صورتهما التي تتحرك بفعل تحرك الجهاز فوق بطن حبيبتهبات يشاهد كل أجزاء جسديهما التي تعرضها الطبيبةود لو أن باستطاعته التخلي عن هيبته والهرولة صوب الشاشة لتقبيل كل جزء مصوب على صغاره لفعل دون ترددوبرغم السعادة التي تجعل من الكبير صغيرا والعاقل مختلا إلا أنه استطاع الصمود والتحمل أمام هذا الحدث العظيمإستفاق على صوت شهقات عصمت التي بدأت بالإرتفاع وهي تقترب من الشاشة وتتلمس صورة الصغار وهي تردد بالأدعية شكرا لله
قبضت على كفه لتنطق بسعادة متأثرة بحلاوة اللحظة
مبروك يا حبيبييتربوا في عزك وعز بابا وماما
إلتفتت عصمت لتطالع ذاك الناظر لزوجته تارة ولشاشة الجهاز تارة أخرى باذبهلال وتيهة وعلامات الدهشة والفرح ظاهرة على وجهه وفجأة وبدون سابق إنذار
بدأت عيونه تلتمع بغيمات الدموع لتهرول إليه والدته لتحتضنه بقوة وهي تردد
ربنا عوض صبرنا خير يا حبيبيورزقنا بولد وبنت هيملوا علينا البيت فرحة
ابتعدت عنه ليأخذ نفسا مطولا كي يتحكم بدموع الفرح ويمنعها من النزول لتميل هي وتقترب على إيثار تقبل وجنتيها وجبهتها بحفاوة وهي تتحدث
قولت لك قبل كده إن وشك وش السعد على بيتناډخلتي علينا وجبتي معاك الفرح والخير كله
تلبكت أمام سعادة تلك السيدة الهائلة لتنطق بنبرة مرتبكة
يا حبيبتي يتربوا في عزك وعز بابا وفؤاد
هرولت السيدة إلى الطبيبة التي تشاهد تلك اللحظة بتأثر شديد لتقول بلهجة حماسية
من فضلك يا دكتورة عاوزة صورة أوريها لجد الأولاد برة
أجابتها باحترام وحفاوة
حاضر يا دكتور عصمت
مال حتى اقترب من وجهها لينطق بصوت متلبك تأثرا باللحظة
شكرا لأنك في حياتي وشكرا لربنا لأنه بعتك ليا علشان تحققي لي كل أحلامي
مبسوط... نطقت بها بعينين تفيض حنانا وسعادة لأجله ليخرج صوته متلهفا
فيه مشاعر مهما حاولنا نوجد لها كلمات هيبقى صعب تلاقي الكلمة الدقيقة اللي تشرح المعني الحقيقي للشعور وتعبر عنهواللي جوايا وحاسس بيه حاليا عمر ما كلمة بسيطة زي مبسوط هتقدر توصفه
نطقت بصوت حنون
ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ليكتفي بقبلة حنون بباطن كفها كي يبث لها المعنى الذي شرحه لها من ذي قبل مما أدخلها بحالة من الهيام
إنتهت الطبيبة من أخذ الصورة وتحركت المساعدة لتنظف لها مكان السائل من فوق بطنها أخذت عصمت الصورة وخرجت سريعا لينطق فؤاد بسعادة
ماما يا حبيبتي هتطير من الفرحة.
تنهدت لتنطق وهي تعتدل بجلوسها
إنتوا عيلة جميلة وتستاهلوا كل حاجة حلوة
بالخارجهرول علام بسؤالها الحنون
طمنيني على إيثار والبيبي
نطقت بحبور لطمأنة الجميع بعدما هرول عليها أيهم وقام بالسؤال عن شقيقته
إيثار زي الفل
ثم رفعت الصورة بوجه علام لتنطق بما جعل من دقات قلب الرجل تقفز من مكانها فرحا ورقصا
إتفرج على أحفادك يا سيادة المستشارجاي لنا ولد وبنوتة زي القمر وماشاء الله صحتهم زي الفل
انعقد لسانه من هول المفاجأة واعتلت الفرحة ثغره حتى أنه بدا أصغر من عمره من شدة حبورهفهكذا هي الفرحة تمنحنا نشوة من نوع خاص تتخلل إلى أرواحا وقلوبا وتنتقل إلى ملامحنا لتجعلها تبدوا أصغر مما هي عليه بأعوام وأعوامابتسمت لتنطق من جديد
إيه يا سيادة المستشارمش هترحب بأحفادك
بيد مرتجفة تناول الصورة ليتمعن بها بعينين لامعتين وقلب ينتفض فرحا ليخرج صوته أخيرا وهو يقول
الحمدللهربنا يمد في عمري لحد ما ينوروا الدنيا وأشيلهم على إيديا وأملي عيني منهم
وضعت كفها على ظهره لتمرره صعودا وهبوطا بحنان وهي تقول بيقين
إن شاءالله تشوفهم وتربيهم بنفسك مع فؤاد يا علام
تطلع عليها وحنان الدنيا بعينيه لينطق
إن شاءالله يا حبيبتي
اقترب ماجد ليحتضن علام وهو يربت على ظهره بحفاوة
الف مبروك يا باشايتربوا في عزك وعز الدكتورة وسيادة المستشار
تسلم يا حبيبي...قالها علام بابتسامة بشوشة لينظر الاخر إلى عصمت مهنئا
مبروك يا دكتورة
نطقت بابتسامة رائعة اظهرت كم حبوها الهائل
ميرسي يا ماجد
هنأهما ايضا أيهم الذي كان يتطلع على الباب ليجده يفتح وتخرج منه شقيقته يساندها زوجها ليهرول عليها ويسألها وهو يتمعن بملامحها
إنت كويسة يا إيثار
ابتسمت لطمأنته وهي تقول
الحمدلله يا حبيبي بخير
إحتضنها وهو يقول بسعادة
مبروك يا حبيبتيألف مبروك
ثم ابتعد وتطلع على فؤاد الذي بادر باحتضانه كي يجنبه حرج اللحظة ويقربه منه فوجد حاله يربت على ظهره مهنئا
ألف مبروك يا سيادة المستشار يتربوا في عزك إن شاءالله
عاد الجميع إلى المنزل بعدما أخبروا فريال عبر الهاتف وعزة التي استقبلتهم بالزغاريد والتهليل لتنطق عصمت بنبرة سعيدة وهي تتطلع على صف العاملات اللواتي خرجن للتهنأة
كل واحدة
فيكم مصروف لها شهرين مكافأة حلاوة الخبر
نطق علام بحبور ظهر بوجهه وهو يربت على كتف إيثار التي تخطت سعادتها عنان السماء
وشهرين من عندي أنا كمانالدكتورة مش أكرم مني يعني
تعالت أصواتهن الشاكرة لتنطق سعاد باحترام
ربنا يديم السعادة في قلوبكم يا سيادة المستشار ويقوم مدام إيثار بالسلامة
نطق فؤاد المجاور لزوجته يساعدها على الوصول للأريكة
وأنا مكافأتي إن شاءالله لما الهانم تقوم بالسلامة
شكرهن العاملات وانسحبن للداخل فنطق علام وهو يتطلع إلى فؤاد
إبقى بلغ الجزار اللي بنتعامل معاه في المناسبات علشان يدبح عجلين ويوزعهم على المحتاجين يا فؤاد
نطق باحترام
حاضر يا باشا
جلست فوق الأريكة لتسألها فريال باهتمام مبالغ به
أخلي سعاد تعمل لك إيه علشان تاكليه
نطقت وهي تهز رأسها بشكر
متشكرة يا فريالبس حقيقي مش قادرة أكل أي حاجة
خرج الصغير من الداخل هو وبيسان حيث كانا بصحبة معلمة الموسيقى ليهرول إلى والدته كي يرحب بهااحتضنه أيهم الذي عاد معهم للإطمئنان على شقيقته
إزيك يا يوسف
قال الصغير بنبرة طفولية
إزيك إنت يا خالووحشتني
اقتربت منه عزة وبدأت بمداعبته وهي تقول
شوفت يا يوسف مامي هتجيب لك أخين ولد وبنوتة
اتسعت عينيه ليسعد داخله وهو يقول بإشارة من كفه على ثلاث من أنامله
كدة يبقى عندي تلاتة إخوات
تطلع الجميع عليه ليسترسل بسعادة
زينة أختيوالإتنين البيبي
ثم تطلع على والدته ليسألها
هما إخواتي إسمهم إيه يا مامي
نطقت بإعياء مازال يلزمها
مش قادرة أفكر يا چوأنا هطلع أرتاح وبكرة نقعد مع جدو علام ونانا عصمت ونختار الأسماء
كانت الاجواء سعيدة متفائلة إلى حد هائلعاد أيهم لسكنه وأخذت عزة الصغير للأعلى كي يغفو وكاد فؤاد أن ينسحب للأعلى ليوقفه صوت علام حيث تحدث أمام الجميع
اللي حصل النهاردة مش عاوزة يأثر على حد فيكم والكلام ليك إنت بالذات يا إيثار
ابتلعت ريقها وظهر الحزن على ملامحها لتقول بصوت خجول
أنا أسفةمكنتش أتمنى ده يحصل بسببي
وقف ماجد ليتحدث برجولة تحسب له كي يزيل عنها الشعور بالذنب الذي يؤرق روحها
مفيش حاجة حصلت بسببك يا مدام إيثاربلاش تحملي نفسك ذنب اللي حصل لأن القرار أنا كنت هاخدة عاجلا أم أجلا
واسترسل شارحا
أنا ومراتي من حقنا يكون لينا بيتنا وحياتنا الخاصة وده كان لازم يحصل في يوم من الايام
وقفت عصمت لتجاورها وتربط على ظهرها للتحسين من حالتها السيئة
يا حبيبتي خرجي نفسك من الموضوع ومتحمليش نفسك أكتر من طاقتها واديكي شوفتي نتيجة زعلك وكلام الدكتورة
أما فؤاد وفريال فكلاهما وضعا في موقف لا يحسدا عليهتنفس علام وتحدث بحصافة فمنذ أن تحدث مع نجله وهو يبحث عن حل يرضي جميع الاطراف
الموضوع حله عندي ومتقلقوش
سألته عصمت باستفسار لأهمية الموضوع لديها كأم لا تريد ابتعاد كلا نجليها
هتحله إزاي يا سيادة المستشار
تنهد قبل أن ينطق بهدوء
فيلا مجدي الحوفي رجل الاعمال اللي إتوفى من مدة
ضيق فؤاد عينيه ليسأله
دي اللي بوابتها على يمينا على طول يا باشا
أجاب بإبانة
أه يا فؤاد هيإبنه الوحيد كان مسافر كندا ولما بباه إتوفى رجع وأخد مامته علشان تعيش معاه وعرض الڤيلا من إسبوع للبيع
ونطق بابتسامة هادئة
وكأن ربنا بيحل لنا المشكلة من عنده أنا هشتري الفيلا وأكتبها باسم فريال وبكده مش هيبعدوا عنناماجد هيمشي على شغله وفريال تجيب ولادها وتقعد مع إيثار طول اليوم
اشتدت سعادة فريال وعصمت ليقاطعه ماجد قائلا
بس كده كتير يا باشا ثم أنا مقبلش إن حضرتك تدفع مبلغ كبير بالشكل ده علشان تحل لنا المشكلة أنا هشتري شقة على قدنا ولما ظروفي تتحسن
متابعة القراءة