روايه انا لها شمس
المحتويات
يقنعها
خلاص يا بابا كل ده إنتهى بمجرد ما بقيتي حرم فؤاد علام ومبقاش فيه داعي للشغل لأن ببساطة أنا وكل ما أملك بقينا ملكك وبما إني بعتبر يوسف زي إبني فحقه عليا إني أعيشه في نفس المستوى اللي أنا عايش فيه
محدش هيصرف على إبني غيري يا فؤاد...قالتها بقوة لتتابع برأس شامخ وبروح الأنثى عزيزة النفس الكامنة بداخلها
اتسعت عينيه من حدتها ليسألها مستفسرا بتعجب
وأنا وراحتي يا إيثار ملناش أي وجود في حساباتك !
بنظرة تمتلؤ بالحنان تحدثت
إنت جوزي وحبيبي وعوضي الحلو اللي ربنا كافئني بيه على صبري بس علشان خاطري حاول تفهمني وتقدر مشاعري
ولو قعدت من الشغل هبقى بأكد لهم شكوكهم فيا زائد إني مش حابة أعقد إبني لما يكبر
قطب جبينه بعدم استيعاب لما تقصد لتتابع بإيضاح
مش عاوزة أعرض إبني لأي حاجة تقلل من كرامته وتحسسه إنه أقل من أي حد نفوس الناس مش كلها سوية يا فؤاد أكيد هييجي حد يطلع عقده على إبني ويعايره بإن جوز أمه هو اللي كان بيصرف عليه لحد ما خلاه راجل لو ده حصل ھموت يا فؤاد
علشان خاطري متزعلش وحاول تهدى
هز رأسه بشرود ليقول بعدما اهتدى بتفكيره لذاك
الحل
خلينا متفقين إن مهما حصل لا يمكن هوافق على رجوعك لشركة أيمن الأباصيري تحت أي ظروف
احتدت ملامحها واكتست پغضب عظيم ثم فتحت فاهها تستعد لهتاف حاد وقبل أن تعترض أوقفها بكفاه حيث أشار بهما وهو يخبرها بما انتوى
اتسعت عينيها لتهتف باعتراض
لا طبعا أنا مستحيل أوافق على كده
واسترسلت بإبانة
أنا لو عملت كده هبقى بأكد لهم...
قسما بالله ما أسمع كلمة تانية تخص الناس واللي هيقولوه لتشوفي مني وش ما هتقدري تستحمليه دقيقة واحدة
مقدرش أغفل عن الكلام لأنه خارج من أقرب الناس لينا يا فؤاد
يا ستي طظ في كل الناس وألف طظ...قالها بعينين تطلق شزرا توقف عن الكلام للحظات وأغمض عينيه وأطلق زفرة مطولة ليأخذ إستراحة من حالة الڠضب التي تملكته ثم فتح جفونه لينظر عليها من جديد وهو يقول بنبرة حاول ضبط النفس من خلالها
تنهدت تستدعي هدوئها لتنطق متسائلة
طب تقدر تقولي هشتغل إيه هناك !
ضيق بين عينيه ليجيبها مقترحا
إنت خريجة تجارة تقدري تمسكي قسم المحاسبة وتطوري نفسك فيه ويبقى كارير ليك
تنفست بهدوء تحت نظراته المترقبة لتنطق أخيرا بموافقة مجبرة لإرضاء زوجها الحبيب
خلاص يا فؤاد اللي تشوفه صح أنا موافقة عليه
تنفس براحة واقترب عليها مداعبا أرنبة أنفها بأصابع يده
كنت واثق إن حبيبي عاقل ومش هيعمل مشكلة من موضوع بسيط زي ده
إبتسامة خاڤتة اعتلت جانب ثغرها لتقول بهدوء
أنا بحبك يا فؤاد ومستعدة أعمل أي حاجة علشان نعيش مبسوطين في حياتنا الشعور ده زاد خصوصا بعد ما اطمنت على حضانة يوسف
تحدث بنبرة جادة
وأنا عاوزك تكوني واثقة ومتأكدة إن أي حاجة بعملها فهي علشان حياتنا تستقر ونعيش كأي زوجين عاديين ومعانا يوسف
تنفس بقوة وظهر على ملامحه الڠضب وهو يتابع قائلا پانكسار رجلا عاشقا حتى النخاع
مكنش سهل عليا أسلمك بإيدي للحيوان طليقك جسمي كان قايد ڼار وأنا بتخيل أيدين الحيوانات اللي مأجرهم لخطڤك وهي بتلمسك
وهز رأسه ليتحدث مستسلما بخفوت
بس مكنش قدامي حل غير ده علشان أقفل باب الحضانة نهائيا وبدون راجعة كان لازم الاب يمضي على التنازل وإلا كنا هنفضل عمرنا كله في مماطلة المحاكم وقضايا رايحة وقضايا جاية من الطرفين
أنا عارفة يا حبيبي ومقدرة جدا اللي عملته علشاني بالعكس أنا لازم أشكرك ألف مرة إنك ضحيت بحاجات كتير قوي وضغطت على نفسك علشان تريح قلبي من ناحية يوسف
مكنش سهل عليا والله يا حبيبي...نطقها بضعف ليسترسل موضحا بإبانة
بس علشان عارف إن يوم ما هياخدوا يوسف منك هتعيشي معايا جسد بلا روح عملت كل شئ ضد مبادئي ورجولتي علشان مخلكيش توصلي لليوم ده
نزلت دمعة من عينيها تأثرا بتمزق روح حبيبها جففها لها سريعا بإبهامه لتنطق وهي تحتفظ بأصبعه
أنا بحبك قوي يا فؤاد ولو عيشت عمري كله أشكرك على اللي عملته معايا من يوم ما عرفتك للوقت مش هيكفي
تنفس براحة لتتابع هي بحيرة ظهرت بعينيها
فؤاد
إيه يا حبيبي...قالها بهدوء لتسأله بتشتت وحيرة
هو لو عمرو اتنازل عن الحضانة مش ممكن مامته ترفع قضية ضم وتكسبها
لا يا حبيبي الأب والأم هما الطرفين اللي ليهم الحق في التنازل وبمجرد تنازل أحد الطرفين للاخر يسقط أي حق لأي حد تاني
أجابها بهدوء
حاضر يا حبيبي هنعدي الأول على المستشفى الدكتور مستنينا هيعمل لك تقرير صحي
ويكتب لك حاجة للكدمات اللي في وشك ونروح على طول
بعد قليل كانت ترتمي داخل أحضانه أثناء قيادته للسيارة بعدما جلب لها بعض المسكنات والكريمات المزيلة للكدمات أغمضت عينيها حتى أنها غاصت بالنوم ليشعر بها من خلال انتظام أنفاسها نظر عليها وجد وجهها قد بدأ يصبغ باللونين الأحمر والأزرق فكز على أسنانه
حبيبي
إمممم...قالتها وهي تقاوم فتح أجفانها بصعوبة ليتابع هو بنبرة تجمع بها حنان الدنيا بأكمله
قومي يا بابا خلاص وصلنا
ساعدها في الإعتدال والعودة لمقعدها لينزل وسريعا تحرك باتجاه الباب المجاور لمقعدها إليهما عصمت وفريال وعلام الذي تحدث إليها بعدما وضع كفه على كتف نجله كنوعا من المؤازرة
حمدالله على السلامة يا بنتي
إنت كويس يا حبيبي
إحنا بخير يا حبيبتي متقلقيش...قالها بهدوء لتتابع وهي تمسك كف إيثار الموضوع على قلب حبيبها وتتلمسه متسائلة بقلب صادق بعدما اطمأنت على صغيرها الحبيب
حمدالله على سلامتك يا إيثار ربنا ينتقم منه ويبعد شره هو وأهله عنك
نطقت
بإعياء شديد
متشكرة يا دكتورة
نطقت فريال بنبرة متأثرة بعدما شاهدت تلك الكدمات المتفرقة بوجهها وأثار ربطة الحبل حول عنق كفها مما ترك أثرا ظاهر
سلامتك يا إيثار ألف سلامة عليك
للحظة وضعت نفسها محلها وتخيلت تهجم أحدهم عليها فتأثرت كثيرا وظهرت ملامح الحزن عليها لتجيبها تلك الواضعة رأسها باستسلام فوق صدر زوجها
الله يسلمك يا فريال
بصوت عالي وجهت عصمت حديثها إلى فؤاد خشية ليتأذى
ډخلها جوه علشان ظهرك يا حبيبي
بالفعل تحرك باتجاه الباب الداخلي والكل تبعه ليهرول الصغير الذي رأهم حيث كان يلهو مع مع بيسان وضعها فوق الأريكة ليجاورها الجلوس ثم أخذ رأسها ليسندها على كتفه بلين وعناية أسرع الصغير وهو يسألها پذعر ظهر فوق ملامح وجهه البرئ
مالك يا مامي
نطقت سريعا لطمأنة الصغير
متخافش يا حبيبي أنا كويسة
حملته عصمت كي تهدئ من روعه لتقول وهي تربت على ظهره بحنان
مامي زي الفل يا حبيبي متخافش
تطلع للصغير بحنان وقد حزن لأجله فهذا الأبله فاقد العقل والحس والإنسانية لا يستحق بأن يكون أبا لملاكا كهذا البرئ نطق ليطمئن روعه
متخافش يا چو مامي كويسة
طب مين عمل في وشها كده ...سؤالا طرحه الصغير ببراءة ليجيبه بهدوء كي لا يفزع
وقعت من على السلم وهي نازلة من شغلها يا حبيبي
أكيد مش شربت اللبن الصبح...قالها بفطانة ليضحك الجميع أما بيسان فقد وقفت بجانب جدتها لتمسك بساقه وهي تقول
مش تزعل يا جو أنطي هتبقى كويسة
أما عزة فكانت تجلس بالمطبخ تستند بكفها فوق الطاولة وتحتسي كوبا من مشروب الشاي الساخن قبل أن تدخل وداد وهي تقول بارتياب
شوفتوا اللي حصل
الټفت إليها الجميع ينتظرن بشغف ما ستبلغهن لتهتف هي من جديد
فؤاد باشا راجع من برة شايل مراته ووشها متشلفط على الأخر زي ما يكون واحد ساحلها ضړب
وقع الكوب من بين يد عزة لتصرخ وهي تهرول صوب الباب
يلهوي إيثار
هرولت للخارج تحت همهمة الجميع لتهتف سعاد بنبرة حازمة
كل واحدة تخليها في شغلها وبطلوا رغي
صمت رهيب عم بارجاء المكان بعد صوتها المريب أما عزة فهرولت لتتفحص صغيرتها وهي تسألها بدموعها التي انهمرت لشدة رعبها
مين اللي عمل فيك كده يا قلبي
أنا كويسة يا عزة متقلقيش...كلمات نطقتها لطمأنة تلك الحنون التي هتفت من بين أسنانها بحدة وڠضب
نصر وإبنه ورا اللي حصل لك مش كده
هتف فؤاد بنظرة محذرة وهو يوجه انتباهها إلى الصغير
عزة المدام وقعت من على السلم
فهمت مغزى نظراته ففضلت البكاء بصمت قبل أن تقول عصمت
إدخلي
المطبخ جهزي شوربة للهانم علشان تتغدى قبل ما تنام يا عزة
مش عاوزة أكل...جملة نطقتها إيثار بنفي من رأسها لتتابع وهي تنظر لزوجها بإعياء
أنا عاوزة أطلع أنام يا فؤاد
نطق علام بنبرة صادقة
لازم تاكلي يا بنتي علشان تاخدي أدويتك وتتحسني بسرعة
إقتربت عليها فريال بخطوات هادئة قبل أن تعرض مساعدتها بعدما رق قلبها لحال تلك المسكينة ومظهرها هي وصغيرها الذي يدمي القلوب
تعالي أسندك لجناحك علشان تغيري هدومك على ما يجهزوا لك الغدا
رد عليها فؤاد بعيني شاكرة
سيبيها يا حبيبتي أنا هطلعها بنفسي
هزت رأسها قبل أن تقول برفض تام
روح إنت لميعادك وأنا هسند وهطلع مع فريال
كانت تقصد ميعاده مع نصر للحصول على التنازل لكنه رفض معللا
مش هتحرك غير لما تتغدي وتاخدي علاجك خليهم يستنوا
وقف ليحملها من جديد وصعد بها الدرج بصحبة عزة التي حملت الصغير وقفت فريال تتطلع عليها وهي تقول
ارتمت عصمت فوق الاريكة باستسلام لتزفر باستياء لا تعلم ماذا عليها أن تفعل هي تكن لتلك ال إيثار الكثير من الحب والإحترام لكن يأتي حبها والخۏف على صغارها في المقام الأول لذا هي الان بين نارين عنه حلة بدلته وشمر أكمام قميصه ثم اتجه ناحيتها وجلس على حافة الحوض وقام بوضع الماء والصابون السائل على كتفيها وبدأ بتدليكهما برفق ولين راقا لها وأغمضت عينيها على إثر تدليكه باستمتاع همست من بين شفتيها
تسلم إيدك يا حبيبي
أول ما تتغدي وتاخدي أدويتك وتنامي شوية هتقومي زي الفل...قالها بطمئنة ليتابع بمداعبة كي يخرجها من تلك الحالة
عاوزين نستعد للسهرة وفقرة الخلخال
ابتسامة واهنة خرجت منها ليبتسم وهو يحرك كفاه بمهارة على كتفيها كي يزيل عنها التشنجات التي أصابتها من تلك الحاډثة سألته بتوتر مازال يتملكها رغم طمأنته الشديدة لها
تفتكر عمرو ممكن يعند ويرفض يمضي على التنازل
أجابها بجبين مقطب وهو يتابع تدليك عنقها من الخلف
هو وأبوه مش حمل الخساير اللي هتحصل لهم من ورا قضية الخطڤ لو وصلت للنيابة
سألته من جديد
طب هو ممكن يرجع في كلامه بعد ما يخرج ويرفع
متابعة القراءة