بسمه

موقع أيام نيوز


ابني ماټ بسببكم
التمعت الدموع في عينيه وقد عاد الألم ينهش فؤاده 
سعل الرجل بشدة يحاول مقاومته
ليك حق يا بيه ليك حق قلبك يوجعك موتني لو هترتاح
غادر المشفى قاصدا ذلك المكان فماذا كانت تفعل خالته هناك أخذه الفضول خاصة بعدما أعطته شقيقته زجاجة بها ماء وجدتها الخادمة في غرفة خالتهم 
أخبرته شقيقته نادمة إنها استمعت من قبل لسعي خالته في أمور السحر حتى تفرقه عن ملك و يحب أبنتها غير تلك الحقيقة المؤلمة التي افصحت له عنها

لقد وضعت خالته ملك في الملجأ ولكنها اعادتها بعد بضعة أيام  
رسلان 
فاق من شروده على صوتها ينظر إليها يتذكر ما اباحت له عنه المشعوذة بعدما أخبرها بمكانته وقدرته على سحقها 
خالته أتت لها حتى تجعله يكرهها ويعيش على ذكرى أبنتها وحدها وألا يكون له ذرية منها الماء الذي أعطته لها في الزجاجة وكان سينثر فوق ملابسهم وفراشهم كان سيتم به عقد الصفقة مع الأسياد  
رسلان أنت أكيد افتكرت عزالدين
عادت تهتف اسمه تسأله بمرارة بعدما طالت نظراته نحوها 
خانتها دموعها رغم محاولتها المستميتة ألا تبكي أمامه بعدما اتفقوا أن يتعايشوا مع حدث  
حاول نفض رأسه من تلك الأفكار التي اقتحمته يرسم ابتسامته بصعوبة يمد كفيه نحو وجهها يمسح دموعهاثم
ضمھا إليه بقوة حتى توقفت عن البكاء 
سليم اقترح عليا نروح عمره إيه رأيك
ابتعدت عنه غير مصدقة إقتراحه
بجد يا رسلان
تسألت بأعين دامعة فكيف تجاهلت أمرا كهذا سينسيها هموم الدنيا وستطيب فيه روحها
إحنا محتاجين ده يا ملك
اماءت برأسها مؤكده عائدة لحضنه
أنت عيلتي الوحيدة يا رسلان
مكنتش هحب ست غيرك مهما حصل
كفاية تفكير بقى
تمتم بها حانقا
من أفكار عقله يلتف برأسه ينظر نحو شرفتها
علاقتنا معروف نهايتها ديه مجرد رغبه أنا لازم ابعد كام يوم عن البيت ده الحل الوحيد عشان ارجع اسيطر على نفسي 
فتحت عيناها على وسعهما لا تصدق ما كانت تحلم به إنها كانت بين ذراعيه يبثها بتلك المشاعر التي يعيشها الأزواج في علاقة كامله 
تدافقت الډماء في أوردتها فكيف خانتها أحلامها 
أسرعت في وضع يديها فوق عينيها تحاول مسح تلك التفاصيل من أمامها وكأنها علقت في خيالها 
أكيد ده بسبب المسلسل لكن ليه احلم بالتفاصيل ديه وإزاي احلم بيها
أكيد أنت اټجننتي يا بسمة طول عمرك بتحلمي أحلام بريئة
لطمت وجهها بالمياة حتى تخرج عقلها من خيالته
خرجت من المرحاض وسرعان ما كانت تتسع حدقتيها تنظر حولها في ذهول تحاول تذكر أخر شئ فعلته قبل أن تسقط غافية 
فهي غفت جوار الحاسوب دون غلقه
معقول دادة سعاد هي اللي غطتني وقفلته وحطته على المكتب 
تلملمت فوق الفراش الواسع تبحث عنه جوارها تحركت بيديها من الجهتين لتجد الفراش خالي 
حاولت طرد النعاس عن جفنيها المغلقين تفتح عيناها ببطئ بعدما استشعرت قوة الضوء الساقط عليها من الشرفة
سليم
هتفت اسمه وهي تحك فروة رأسها بأحد أيديها وباليد الأخرى ثبتت الغطاء فوق جسدها تسمع صهيل الخيل
فعلمت أين
أختفى في هذه الساعة الباكرة
نهضت بتكاسل تلف الغطاء حولها فقد أنتهت العطلة الصغيرة التي أراد منحها لكلاهما بعيدا عن اشغاله ومخاوفه التي تعلم إنها لن تنتهي مادام ابنته بعيده عنه
كنت بتسألي نفسك إزاي راجل زي سليم النجار مهوس بيك ومش عايز يبعد عنك وبيدور على الوقت عشان يقضيه معاك اه دلوقتي أنت اللي بتسألي نفسك عن الوقت اللي تكوني معاه فيه يا فتون
تسألت في تذمر وهي تغمض عيناها في حنق بعدما احرقها صابون الإستحمام فقد ضاعت السحابة الوردية التي كانت تحيط حياتهم وليتها عاشتها بجميع تفاصيلها
بل عاشتها وهي تظن أن ما عليها إلا لتشبع حاجته العزيزية كما كانت تفهم ونشأت  
فما يربط الازواج سوى تلك العلاقة لا غير 
جففت خصلاتها في عجالة وارتدت ثوبها البسيط وصندلها الخفيف تهبط الدرج حتى تتجه إلى مكان وجوده  
توقفت مكانها وهي تراه يدلف المنزل بعدما استمعت لصوته وهو يخبر احد العمال المهتمين بالمزرعة إنه سيغادر بعد ساعه من الأن  
أصابها الإحباط فلأول مرة تشعر إنه لها وحده دون قيود وتحكمات تغلف حياتهم رغم تلك الذكريات المريرة التي عاشتها في هذا المكان الذي اتت إليه من قبل خادمة وخرجت منه ك الحسالة مطرودة 
ابتعلت غصتها في مرارة تحاول تطرد أي شعور يعيدها لأي نقطة بائسة 
فتون هانم اللي قالت صحيني معاك نشوف شروق الشمس سوا
ضاقت عيناها بعدما اقترب منها يلثم خدها 
أنا
تسألت بعدما حاولت تذكر لحظة إعتراضها
لا أنا عموما هطلع اخد دش سريع ونمشي 
حضرتلك الفطار في المطبخ افطري لحد ما انزل
ارادت الحديث وإخباره عن رغبتها في قضاء اليوم هنا ولكن عاد يسكتها بقبلته مرة أخرى  
عايزك تقوليلي نجحت في البيبض بالبسطرمة وطبقت الطريقة صح ولا لاء
اسرع في صعود الدرجات فعلقت عيناها به في هيام فهي عالقة بحب هذا الرجل منذ أن كانت خادمته  
دلفت للمطبخ لتجد كل شئ مجهز فوق الطاولة لا تصدق إنه فعل ذلك بنفسه لأنها اكتشفت أن زوجها اعتاد على خدمة الأخرين له
تذوقت طعم البيض ولكن سرعان ما كانت تخرج اللقمة من فمها لشدة ملوحته
ارتشفت بضعة رشفات من كأس العصير بعدما مضغت شرائح الخيار التي قطعها بطريقة اعلمته إنه حاول من أجلها أن يجعل لها طعام الفطور مميز  
نظفت المطبخ بعجالة وصعدت للغرفة حتى ترتبها قبل رحيلهم مادام لن يبقوا سويعات أخرى  
توقفت نهاية الدرج تنظر نحو الطرقة المؤدية لغرفة الجد
ولم تشعر بقدميها وهي تأخذها نحو الغرفة التي شهدت سقوط الجد في تلك الليلة التي اقتحم فيها حسن المنزل لسړقة تلك المجوهرات الخاصة بجدة سليم وكان الجد يحتفظ بها
لم يتغير شئ بالغرفة رغم التحديث الذي أحدثه سليم في بيت المزرعه كل شئ كان مكانه وصورة الجد معلقة 
ارتجف جسدها وكأن رياح هذه الليلة عادت تقتحمها بكل تفاصيلها
فتون
أجفلها صوته فانتفضت مڤزوعة
بتعملي إيه هنا
بصعوبة استدارت إليه تنظر إلى شعره الرطب بأنفاس تحاول إلتقاطها
مش عارفه ليه رجلي اخدتني لهنا  
تجمدت ملامح سليم فحاولت إخراج بعض العبارات  
اجتذب ذراعها حتى يخرجها من الغرفه يمسح فوق وجهه  
تعال رنين هاتفه الذي فتحه وهو يبحث عنها ينظر نحو رقم السيدة ألفت وقد بدء هاتفه يصدر الكثير من الرسائل العالقة التي أتته ليلة أمس
سليم بيه خديجة هانم هنا
استقبلتهم السيدة ألفت فور أن دلفوا للمنزل تشعر ببعض القلق على حال السيدة خديجة خاصة إنها منذ وقت قليل
كانت لديها تسألها إذا ارادت أن تعد لها وجبة الافطار
وجهها الشحوب ومحاولتها في إخراج صوتها جعلها تشعر بوجود خطب ما بها
الهانم وصلت الفجر انا كنت عندها فوق لكن شكلها تعبان
تصلب وجه سليم من شدة القلق فعمته حينا تأتي لمصر يكون على علم مسبق منها
سليم أنت قلقان كده ليه اكيد مجرد زيارة وحبت تعملها لينا مفاجأه
تمتمت بها فتون رغم التوتر الذي تشعر به لأنها ستلتقي ب خديجة النجار عمة زوجها تلك المرأة التي حينا التقت بها اشعرتها كم هي ضئيلة في كل شئ أمامها  
تحرك سليم نحو الدرج قاصدا غرفتها ولكن رنين هاتفه بتلك النغمة المخصصه جعله يتوقف ينظر لصورة صغيرته التي أضاءت على شاشة هاتفه
ابتعدت قليلا حتى يحادث صغيرته يسمع عتابها له عن عدم مهاتفته لها ليلا
طالعته فتون بعينين لامعتين تتوهج توق لتلك اللحظة التي ستحمل فيها احشائها طفلا منه
اطلعي يا بنت لخديجة هانم أنت دلوقتي ست البيت
تمتمت بها السيدة ألفت بعدما اقتربت منها تومئ لها برأسها إنها عليها الترحيب بعمة زوجها وإتخاذ دور سيدة المنزل  
بتوتر صعدت فتون بعدما القت بنظرة أخيرة نحو سليم الذي انشغل في التبرير لصغيرته عن سبب عدم مهاتفته وأن العمه خديجة هنا وسيأتي لأخذها حتى ترحب بشبيهتها الكبرى وتقضي بضعة
أيام معهم  
اختفى صوت سليم عن أذنيها وقد أصبحت أعلى الدرج تتجه نحو الغرفة التي اخبرتها عنها السيده ألفت عن وجودها فيها
ببضعة طرقات خافته طرقت الباب تنتظر سماع صوتها
ادخلي يا مدام ألفت
تمتمت بها خديجة وهي منحنية تضع بيدها فوق بطنها من شدة الألم  
دلفت فتون بقليل من الأرتباك تنظر نحوها وقد صدمها مظهرها وذلك التعرق الذي يغطي جبهتها لم تعرف فتون بما تناديها او تتحدث ولكن صوت خديجة اخرجها من أفكارها
فتون ممكن تشوفيلي أي مسكن قوي ألم فظيع في بطني هيموتني
تمتمت بها خديجة وقد ازداد انحنائها تعصر أسفل بطنها بقوة
في ډم بينزل
تمتت بها فتون بوجه شاحب وقد افزعتها تلك الډماء التي بدأت تنساب فوق ساقيها وقد اظهر ثوبها القصير الأمر بوضوح
شحب وجه خديجة تنظر نحو ساقيها ترفع عيناها نحو فتون التي اقتربت منها وقد عادت تلك الذكرى الشنيعة لذاكرتها ومازال صوت تلك المرأة الحنون السيدة حسان يخترق مسمعها حينما رأت الډماء ټغرق ملابسها بعدما اجهضها حسن قاصدا الأمر بعد علاقة عڼيفة  
انسحبت أنفاس فتون كما وقف سليم مكانه جامد الحركة 
توقفت عن تذوق الحلوى تنظر للسيدة سعاد بغرابه وهي تخبرها عن تعجبها الشديد لقرار السيد جسار المفاجئ 
تتذكر تجاهله لها هذا الصباح وعدم الرد على تحيتها وإنهاءه لفطوره بعجالة بعد أن جلست على طاوله الإفطار معه
أنا مستغربه ليه قرر يسافر البلد فجأة عمك جميل بيقول مفيش مشاكل مع المزارعين يمكن يكون عايز يريح اعصابه شويه 
تمتمت السيدة سعاد بعباراتها ومازال الفضول يأخذها كعادتها
مش كان اخدنا معاه نغير جو ده أنا البلد وحشتني بناسها
تعجبت صمت بسمة وعدم مشاركتها الحديث 
تفتكري لو عملناها مفاجأه للسيد جسار وروحنا البلد هيفرح إيه رأيك نشوف عمك جميل والسواق موجود ياخدنا هناك نقضي كام يوم أهل البلد وحشوني وعايزه اطمن على الحبايب
لم تنتظر السيدة سعاد سماع جوابها فتركتها في صمتها واسرعت للخارج تقترح على العم جميل هذا الأمر
كل شئ نفذ وكأنهم كانوا يرتبون للأمر فالسيدة سعاد تشتاق لأهل قريتها 
طالعت بسمة الطريق وقد عاد الحلم يطرق حصونها تحاول فهم السبب الذي جعله يعاملها هذا الصباح بجفاء  
شعرت ببعض الرجفة تنظر نحو الطريق ثم للسيدة سعاد
داده هو أنا ممكن ارجع واستناكم في البيت انا نسيت إني عندي مذاكرة وعندي حصه كمان بكره في المعهد
ضحك العم جميل كما ضحك السائق والسيدة سعاد وهم يروا عيناها العالقة بالطريق
القرية هتنسيك كل حاجة
وهتنبسطي هناك اوي يا بنت
تمتم بها العم جميل ثم اردف وقد طالع الطريق أمامه
مش عايزه تشوفي البلد اللي اتولد فيها جوزك
توقف عن السير تتملكه حاله من الضياع لا يستوعب حتى هذه اللحظة ما نطق به الطبيب قبل أن يتركه
عمته حامل كيف ومتى ومع من ولما أخفت عليه هذا الأمر وأخفت عن الجميع
تعالت أنفاسه يرفع كفه نحو عنقه يمسده فعقله مازال لا يستوعب
اتجه نحو الجدار يلطمه هل اخطأت عمته بعد هذا العمر
 

تم نسخ الرابط