لمن القرار
المحتويات
بوجودك..
لا لا انا عايزه ادخله من غير ما تبلغيههو ينفع ولا مش فاضي
طالعتها الواقفة في دهشة من سؤالها.. ف شهيرة هانم لا تنتظر جوابها.. بل تدلف دون أن تهتم برفقته لأحد.. اماءت برأسها نافيه..ولكن سرعان ما تذكرت وجود من ترافقه
شهيرة هانم معاه في المكتب يا فندم
توقفت مكانها وهي تستمع لاسم شهيرة استمرت في تقدمها نحو باب الغرفة تشجع حالها..
الفصل السابع والأربعون
_ بقلم سهام صاد
باتت الغيرة تعرف طريقها نحو قلبها بعدما لم تعد تري نفسها مجرد زوجة مؤقتة في حياته.. بعدما جعلها في حبه أنانية.. جعلها لا تستطيع رؤية حياتها بدونه..
هي ليست غبية حتى لا تري نظرات الهيام التي تحتل عينين شهيرة امرأة تحارب لتعيد طليقها إليها..
لكن ها هي غريمتها تثبت لها يوما بعد يوم أنها مخطئة.. شهيرة لم تعود من أجل أبنتها التي أصبحت متشبثة بها إنها عادت من أجله أو ربما من أجل كلاهما
فتون
نهض عن مقعده بعدما علقت عيناه بها وهو يري تلك الابتسامة التي تلاشت عن محياها فور أن وقعت عيناها على شهيرة التي وقفت جوارة تطلعه على تنظيم حفلة عيدميلاد الصغيرة
مش معقول فتون هانم اتنزلت وجات شركتي
هتف بها وهو يمسح فوق خديها فازدادت ملامح شهيرة قتامة وهي ترصد ملامح غريمتها الصغيرة وقد لوت شفتيها تهكما فكم هو متواضع سليم ليخبر من جعل لها قيمة بين النساء وادخلها مجتمعهم بأنها من تنازلت وأتت إليه مكتبه
لم يخفي على فتون نظرة شهيرة الملتوية ولا ذلك الحديث الذي رأته في عينيها ولكنها حاولت قدر استطاعتها تلاشي شعور الحنق داخلها وسرعان ما كانت ترتخي ملامحها ترسم فوق ملامحها ابتسامة جميلة وهي تبتعد عن احضانه.. فقطبت شهيرة حاجبيها منتظرة ما ستفعله تلك الخادمة التي باتت تتعلم أساليب النساء
القتها بفتنة ودلال وهي تمسح فوق قميصه..فابتسم وهو يطوق خصرها بذراعه ويتجه بها نحو شهيرة التي تمالكت ڠضبها ورسمت فوق شفتيها ابتسامة مقتضبه فلن تكون هي الشريرة في الحكاية بعدما باتت غريمتها تتلاعب معها
مفاجأة طبعا جميلة يا حببتي مش كده يا شهيرة
فعلا يا سليم
واقتربت منهما تحمل جهازها اللوحي.. تريها بعض اختياراتها عن ترتيبات حفل عيد ميلاد صغيرتها الذي تقدم عن موعده
انا كنت عايزة اعمل للبنت حفلة كبيره لكن الترتيبات اتغيرت لما سليم بلغني عن عملية اخوكي الصغير طبعا احنا عيلة واحدة ولازم نقف جانب بعض
لمعت عينين سليم بتقدير رغما عنه عن مدي تعقل شهيرة وتقبلها للأمر.. فقد بدء يشعر أن شهيرة عادت لتوازنها وتقبلت فكرة خروجها من حياته
أنا مضطرة أمشي دلوقتي يا سليم عشان اكمل الترتيبات مع المسئولة عن الحفلة
غادرت شهيرة مرغمة تخفي خلف قناع هدوئها غيرة ټحرق فؤادها.. فبعدما كانت هي من لها الحق فيه.. أصبحت لا شئ سوي إنها ام أبنته يحترمها من أجل الصغيرة حتى تنشأ بينهم في تفاهم دون صراعات واحقاد..
ليتها لم ترتكب ذلك الجرم حينا عرضت عليه الطلاق مقابل أن تحصل على إدارة شركة والدها من شقيقها حامد
ممكن أعرف بقى سبب الزيارة السعيدة
تمتم بها سليم وهو يحرك يديه فوق ذراعيها وقد اعتلت شفتيه ابتسامة هادئة
هو أنا جيت في وقت مش مظبوط أو مش تمام
ارتفع حاجبي سليم ذهولا من عبارتها التي فهم مقصدها تماما ثم تملصها من أسر ذراعيه وابتعادها عنه
اممم كلامك يا حببتي في تلميح وسوء فهم.. وأنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي سوء الفهم
التوت شفتيها تهكما فعن أي سوء فهم يتحدث وشهيرة كانت قريبة منه للغاية.. تتنفس رائحته في هيام
سوء فهم لا ما شهيرة وضحت سوء الفهم.. وجودها عشان عيد ميلاد خديجة اللي كان ممكن تتكلم فيه معاك في البيت وقدامي وكنت هشارك معاكم عشان أسعد خديجة.. لكن لا إزاي البيت مش كفاية عليها فتيجي الشركة كمان
وقف في ذهول تام وهو يستمع إليها لقد خرجت قطته الصغيرة من جحرها الآمن
ومتحاولش تقنعني إنها هنا عشان تنظم معاك الحفلة
وبس هي هنا عشانك
احتقنت ملامحه فقد بدأت أكثر النقاط التي لا يحبها في النساء.. النقاش في أمور لا يراها إلا فراغة عقل.. فلو كان يريد العودة لشهيرة لعاد إليها حاول قدر استطاعته أن يجعل ملامحه تلين واقترب منها يجتذبها إليه
وأنا اللي كنت فاكر مراتي جاية الشركة ليا تدلعني شوية.. تقولي كلمة حلوه..
سليم أنا بغير لو كنت بسكت..
وقبل أن تتمم عبارتها اغمضت عيناها.. بعدما أسبلت جفنيها فابتسم مرغما يمد كفيه نحو خديها يمسح فوقهما
لازم تكوني واثقة فيا يا فتون متجوزتكيش غير بعد ما اتغيرت.. لو كنت سليم النجار القديم كنت هقول عندها حق.. راجل لعبي.. بيزهق بسرعه.. لكن أنا مش شايف في حياتي غيرك وغير خديجة
أنت بتسكتني بكلمتين عشان عارف إني بصدقك علطول
انفرجت شفتيه في ضحكة صغيرة وهو يري احتقان ملامحها بعدما هدأت ثورتها فاجتذب رأسها نحو صدره وقد عادت ضحكاته تتعالا
طبعا لأنى زوج مسيطر يا حببتي.. مش سليم النجار اللي كان عنده قايمة نساء متتعدش
دفعته عنها بضراوة فهي اكثر من كان يعلم عن صورته القديمة وركض النساء خلفه
يا سبحان الله كنت بس عايزك تناقشيني.. دلوقتي بتناقشي وصوتك عالي وايدك كمان بقت طويلة.. بركاتك يا حجة عبلة.. كام يوم بس وبركاتك ظهرت في حياتي.. صحيح الحموات سرهم باتع
سليم
تعالت ضحكاته وقد علقت عيناه بملامحها المتجهمة وتلك النظرة الغاضبة التي تذكره پغضب صغيرته خديجة
إيه رأيك نخرج نتغدى بره وبعدين نروح نشتري ليك فستان عشان عيد ميلاد خديجة ونجيب هديتها سوا
تلاشي الاستياء من فوق ملامحها وهي تراه بالفعل تحرك نحو مكتبه يغلق حاسوبه ثم التقط سترته ووقف يهندم هيئته
بس أنت جايبلي فساتين كتير ممكن البس أي حاجة من عندي
التف إليها وهو يعدل من هندام لياقة قميصه
مافيهاش حاجة لما نشتري حاجة جديدة
تقدمت منه وقد أنطفأت غيرتها قليلا.. بعدما استطاع اجتذابها في الحديث بحنكته
سليم قولي بحبك يا فتون
رأي في عينيها حاجتها لتأكيد حبه فمد لها ذراعه لتقترب منه وسرعان ما كان يضمها نحو قلبه
مش لازم اقولهالك ديما يا فتون لكن خليكي متأكده إنك الست الوحيدة اللي دخلت قلبي وحبها كل يوم بيزيد..
قولي برضوه بحبك
ضحك مرغما وهو يستمع لاصرارها لسماع الكلمة فرفع انامله نحو انفها يداعبها قبل أن يدنو منها ويخبرها بأنفاس مثقلة
بحبك يا فتون مبسوطه كده
ابتسم بسعاده وهو يري السعادة مرتسمة فوق ملامحها.. تخبره عن مدي فرحتها وهي تستمع لعبارات المدح من قبل استاذها بالجامعه بعدما عرض البحث الذي سلمته لزملائها وقد نالت وحدها الدرجة كامله
كنت مبسوطة أوي يا سليم كنت عايزه اقوله إني تلميذة لأستاذ في القانون مافيش قضيه كانت بتخرج من تحت ايده بس من شطرته ساب الساحة وبقي بيزنس مان
انفرجت شفتيه في ابتسامة واسعة يطالعها بنظرة حنونة
أنت تلميذة مجتهدة يا حببتي وعايزة تكوني محامية شاطرة.
ضحكت مرغمة ف للأسف سليم يمدحها في شئ تعلم تماما إنها لن تكون بارعة فيه.. لأنها بدأت تكتشف أن مجال المحاماه ليس لها.. وأنها اختارت هذا
المجال انبهارا بنموذج سليم
بس أنا مش حاسة إني هكون شاطرة في مجال المحاماه لولا مساعدتك مكنتش هعرف اكمل في الكلية ولا حتى في المؤسسة
ضاقت عيناه وقد توقف عن تناول طعامه.. بعدما استوقفه حديثها
أنت شايفه نفسك كده لأنك لسا في البداية يا حببتي فتون أنا عايزك تمسك المؤسسة مع حازم بعد ما تتخرجي..
شعرت بالتوتر وهي تستمع لعبارته فالتقطت بشوكتها قطعة من الطعام تمضغها
مع كل سنة تجيبي فيها امتياز ليكي عندي هدية كبيرة
حاولت رسم ابتسامة فوق شفتيها تومئ له برأسها.. فيجب
عليها أن تنجح حتى يأتي اليوم الذي يفتخر بها أمام رفقائه ومجتمعه
انتهي الغداء وقد استمتعت باطلالة المطعم الرائعة..وها هي تبدء جولة أخرى معه في سعادة أخرى وهو ينتقي معها ثوبها
هيليق عليك ده ادخلي اقسيه
طالعت الفستان بنظرة فاحصة تنظر إلى تصميمه الرائع
حساه ممكن يكون ضيق عليا
فحصها بعينيه مقتربا منها هامسا
لا ياحببتي أنت متخنتيش ولا حاجة بس جسمك اختلف شوية
التقطت منه الثوب بحرج بعدما فهمت مغزي عبارته.. فضحك علي هيئتها الخجوله واندفاعها نحو غرفة القياس
سليم
أخرجت رأسها من غرفة القياس وهي تراه مازال واقف ينتقي بين الأثواب ما يلائمها.. كانت العاملة ملتصقة به تخبره عن الأفضل ولكنه لم يكن يبالي بحديثها.. وفور أن أستمع لصوتها التف لها يركز اهتمامه معها.. فوجد على ملامحها علامات الحنق
اقترب منها فاجتذبته داخل غرفة القياس فاڼفجر ضاحكا وهو ينظر حوله
كده نتفهم غلط يا حببتي
اقفل السوسته يا سليم ومش كل شوية الاقي ست بتحوم حواليك وأنت ما شاء الله مغناطيس في جذب الستات
وبقينا نركز في التفاصيل كمان بركاتك يا حماتي..
ضحكت رغما عنها فسليم بات يظن أن هذه النصاحة أتت مع قدوم والدتها.. ولكن الشئ الوحيد الذي وضعته والدتها داخلها هو الخۏف من فقده والعودة لحياتها القديمة
امممم شايف الفستان ضيق شوية فعلا
بس مش ضيق اوي يا سليم وممكن البسه عادي
ابتعد عنها ليفحص الثوب بتدقيق فوق جسدها ولكن ملامحه قد امتعضت وهو يري الثوب يفصل جسدها
يا حببتي ضيق ومفصل جسمك.. هخرج اجبلك الفستان التاني
لكن عجبني
ظنته سيرضخ ولكنه فجأها بتشبثه بقراره
قولت هنختار واحد بديل يا فتون لكن ما دام عجبك ده.. مافيش مشكله ناخده وتلبسيه في البيت
انصرف دون أن ينتظر سماع اعتراضها ولكنها كانت سعيدة.. تسألت داخلها لما كان يسمح لشهيرة أن تكون متحررة في ثيابها.. رغم إنها كانت في عصمته
عاد لها بثوب اخر فالتقطته منه متذمرة
خدي قيسي الفستان وبلاش مط شفايفك.. أنت محجبة يا فتون لازم تحترمي حجابك
حاضر يا سليم
ابتسم بعدما أعطاها ظهره وتحرك نحو الأثواب مجددا.. لتقع عيناه على ثوب ڤاضح.. فالتمعت عيناه وهو يلتقطه
هناخد ده كمان
وجولة أخرى من جولاتهم كانت تنتهي وقد أتى دور هدايا صغيرته.. وذلك الصغير الذي سوف يجري جراحته بعد أيام وبالطبع حماته العزيزة
وقفت سعيدة وهي تراه يختار هدية شقيقها
تفتكري هتعجبه
ثم
متابعة القراءة