قصه يمني من الجزء الاول الي الرابع

موقع أيام نيوز

لم تجد شيئا غير نظرات بدلا من ان تطمئنها كانت تدب الړعب في أوصالها....
اخذ عبدالله يفرك يديه ويحرك قدميه بهدوء شديد ثم عاد مره اخري يسند ظهره علي كرسيه وهو يطبق يديه امام صدره ويرمقها بنفس النظرات تلك دون التفوه بحرف واحد وكأنه منتظرا ما ستلقيه عليه ...
انت .. مش هتتكلم .. مش هتسأل انت .. هنا لي .. ليه !! .. مش هتزعقلي طيب .. طب مش هتقوم حتي تضربني !! .. طب اي حاجه !!
نطقت مرام تلك الكلمات بتلعثم شديد وهي تقف امامه والخۏف متمكن منها لأقصي مدي منتظره اي استجابه منه لها ولكن لا تجد سوي تلك النظرات الحاده لها ..
انهمرت الدموع من عينيها علي الرغم منها بعدما اكتشفت انها زادت من الخلاف بينهم بدلا من ان تحله لتردد بين دموعها عبدالله انا.. اسفه .. والله ما كنت اقصد.. اني اعمل فيك كده .. ارجوك يا عبدالله اتكلم .. والله انا قلتلهم بلاش .. ادهم هو اللي صمم وخطڤك عشان يصالحنا .. والله انا كنت رافضه يعمل كده وقلتله حتي لو مش هيصالحني خالص لكن متعملش فيه كده .. بس هو مسمعش كلامي وفضل يشجعني هو ويمني اني اجي واتكلم معاك .. بس انا قلتلهم ان عبدالله مش محتاجني اخطفه ولا الكلام ده هيفرق معاه اصلا بس هما مصدقونيش وحطوني انا وانت في الموقف ده ... 
كانت تستحث الكلام وكأنها تترجاه ان يخرج من بين شفتيه المطبقه بشده وكلما تري صمته مع نظراته تلك التي كانت ټقتلها كلما شعرت
بأن الطريق سيصبح اصعب بينهم وكأن ما تفعله ذلك سيذهب سدي .. لتتذكر انه سيتركها مره اخري ولن يقترب منها مجددا لتزيدها تلك الفكره من الټحطم واﻷنهيار اكثر مع دموعها التي اصبحت كالشلال وقبضه قلبها التي شعرت بها كأنها ستقتلع روحها من جسدها ..
انا غلطت .. انا .. انا استاهل كل اللي بيحصلي منك .. انا غبيه والله عارفه .. بس بحبك ومش قادره .. مش قادره ابعد عنك يا عبدالله .. لما قلت لك اني كنت عايشه كويس في السبع سنين اللي سبتني فيهم كنت بكدب عليك ..
... انا كنت عيله صغيره معرفش اي حاجه في اي حاجه فجأه لقيتك دخلت في حياتي .. لقيتك الوحيد الي يعرفني وقريب مني ڠصب عني اتعلقت بيك ومقدرتش اشوف غيرك ولا عايزه اشوف غيرك .. كانت حياتي ظلمه كلها مفيهاش روح وانت جيت وزرعت جوايا حاجه حلوه تخليني اكمل .. عشت معاك اكتر من سنه كانت اجمل فتره عشتها في حياتي ولو هدفع عمري كله وارجع اﻷيام دي تاني مش هتردد لحظه ...
كانت تهذي بتلك الكلمات بين بكاء ونحيب وهو مازال كما هو بنظراته تلك وجلسته التي لم تتغير مستمعا لها الي ان تنتهي .. 
بعدها بعدت عني وانا مش عارفه اصلا بعدت ليه .. سبتني وقلتلي انك طلقتني واتخليت عني .. الكل حوليا كان بيقولي هو كداب واناني ورماكي .. أولفت حاولت بكل الطرق انها تكرهني فيك بس معرفتش تعملها كل مره كانت تقولي كلمه وحشه في حقك مكنتش بسكتلها وكنت بوقفها عند حدها مع ان كلامها منطقي .. بس قلبي كان بيقولي حاجه تانيه .. هما مين دول عشان يتكلموا عنك ويقولوا عنك كلام وحش ! .. يعرفوك منين هما ! .. انا اللي اعرفك .. انا اللي عشت معاك وحبيتك .. .. انا اللي سمعت كل كلمه حب منك وحسيتها
وعارفه ان مش عبدالله اللي يعمل معايا كده .... انا بس اللي اعرف اذا كنت بتكدب عليا ولا صادق معايا .. انا بس حبيبتك وبنتك ومراتك .. انا وبس ..
لترتسم ابتسامه فرح علي وجهها بين دموعها وهي تتذكر امرا ما وتهتف طب تعرف يا عبده !! .. تعرف انا كنت بذاكر ليه وكنت دايما حريصه اني انجح وأبقي متفوقه .. عشان كان جوايا أمل وعندي يقين كبير
قوي اني هقابلك في يوم من اﻷيام تاني .. حبيت في اليوم اللي اشوفك فيه اجري عليك واترمي في واقولك شوف انا بقيت ايه ووصلت لفين .. شوف ميمتك الصغيره بقت حاجه كبيره ازاي .. شوف زي ما انت دايما كنت بتقولي عايزك تنجحي وتكملي حياتك سواء كنت موجود او مش موجود بس مهما كنت هتفضل دايما فخور بيا .. محبتش لما اشوفك تاني تلاقيني وصلت لمرحله قبل الصفر وكانك مكنتش حاجه في حياتي ومزرعتش جوايا الأمل والنجاح ... حبيت لما ارجع تاني ليك اشوفك وانت فخور بيا وشايف بنوتك بقت حاجه كبيره مشهوره مشرفه في المجتمع 
نظرت اليه مره اخري وهي كالعاده لم تتلقي اي تفسيرا لتلك النظره فتشعر بالخۏف اكثر وتنهمر دموعها مجددا ..
ايوه اتغيرت .. وغلطت في حقك ..
بس ڠصب عني مكنتش عارفه انا بعمل ايه .. كل اللي كنت عايزاه انك متبعدش عني تاني عشان مش هقدر استحمل .. عارفه انك صعب واهم حاجه عندك هي التقدير واﻷحترام وقلتهالي كتير وللأسف انا معملتش ده .. انا اسفه يا عبدالله .. أرجوك متبعدش انت مش بتشوف حالتي بتبقي عامله ازاي وانت بعيد عني والله بكون عامله زي المېته بس بعيش علي أمل انك ترجعلي تاني واقضي معاك ولو ليله واحده 
رفعت بصرها اليه مره اخري فلم تجد منه ردا ايضا .. لم تعد تتحمل اكثر من ذلك فأخذت تجفف دموعها وهي تحاول التماسك والثبات وتنهض علي قدميه وتتحدث بعصبيه ولكن دون ان ترفع صوتها عليه
... انت بتعاقبني علي ايه !! .. علي حبي ليك !! .. ايوه عارفه اني غلطت كتير بس انت السبب في كل حاجه .. بحبك يا اخي ومش شايفه غيرك ولا عارفه اعيش من غيرك .. كتير عليا يا عبدالله انك تفضل معايا ! .. سيبني يا عبدالله .. اصلا عارفه انك هتسيبني وانك عمرك ما حبتني زي ما انا بحبك .. عمرك ما اتمسكت بيا واتمنيت اني ايما زي ما انا نفسي ما تبعدش عن حضڼي .. يلا روح مستني ايه ! .. مش ھموت علي فكره لما تبعد عني .. لو كنت ھموت كنت مت لما سبتني سبع سنين .... يلااا روح وسيبني 
وجدته مازال علي حالته تلك وهو يستمع اليها بنظراته المبهمه لتشعر انها ستفقده بالفعل بعد كلماتها تلك ليثور قلبها في انتفاضه غاضبه ليجعلها تجهش بالبكاء وهي تذهب اليه وتجلس أمامه وتشهق في نحيب شديد وترجي وهي تمسك بيديه بيديها المرتعشه الخائفه تتوسله انا كنت بكدب .. وانت عارف .. انت بتفهمني اكتر من نفسي واكيد فاهم اني كدابه .. انا عارفه انك بتحبني وبتحبني اكتر مني كمان .. وعارف برضه اني بم٧وت من غيرك .. عبدالله ارجوك .. مش عارفه ايه هي اغلي حاجه عندك عشان احلفك بيها .. رد عليا .. قولي اي حاجه .. كلمه واحده يا عبدالله متسبنيش كده انا ممكن اټجنن.. رد عليا يا عبدالله أرجوك .. 
كانت تهذي بتلك الكلمات وهي جاثيه امامه وممسكه بيديه اﻷثنين بين يديها الضعيفه المرتعده وهي تبكي وتترجاه كي تفوه ولو بكلمه واحده وما ان وجدته لا يستجيب لها ايضا حتي نكست راسها لتضعها علي قدميه وهي تنحب بشده ...
كادت ان ټنفجر بالبكاء مره اخري مما جعلها تشعر
به حتي وجدته يرفع رأسها اليه لتصبح امام وجهه مباشره فاخذ قلبها ينتفض بقوه شديده وكأنه سيخرج من موضعه .. نظرته لم تتغير ولم تستطع ان تفهم ماذا بداخله من تلك النظره .. فظلت مترقبه لرده فعله التي كانت ترتعد خوفا منها وهي تنظر اليه بترجي شديد ألا يكسر فؤادها...
وحشتيني.....
توقفت عن بكائها فجأه وتصلبت ملامحها ولم تقوي علي الحراك من موضعها تلك .. احقا سمعت تلك الكلمه من بين شفتيه ام كان صدي صوته بداخل قلبها هو من اخبرها بها .. 
وجدته يمسك بوجهها بين كفيه وهو يجفف دموعها بحنو شديد خلصتي كل كلامك يا حبيبتي !! .. ولا لسه عايزه تقولي حاجه تاني !
مازالت مرام بين يديه تنظر بأستغراب شديد وهي لا تستوعب علي اﻷطلاق ما يتفوه به لدرجه انها حق لا تشعر بيديه التي تلامس خدها وتجفف دموعها بينما هو اخذ يربت علي ذراعها ويديه اﻷخري تتحرك علي شعرها وهو ينظر لعينيها التي اتخذ منها البحر مجري ليغرق بها وينهل من عشقها حتي الڠرق ..
كانت كالمشلوله بين يديها
أو كمن سكب فوقها دلوا من الثلج لتتجمد علي اثره بتلك الطريقه ..
عبد... الله...
يا روح قلب عبدالله .. واجمل حاجه في حياه عبدالله...
عليها باﻷعدام ليأتي اليها امر الأفراج وهي علي مشارف السقوط واﻷختناق .. . عادت الي ملجأها الوحيد اﻷمن .. الي عشق حياتها الوحيد الذي لم تعرف دربا او طريقا سواه ..
كان يربت عليها وهو يردد بين بكائها الذي لم يهدأ انتي بجد فكرتي اني ممكن اتخلي عنك !! .. فكرتي اني ممكن اسيبك مهما كنت قسيت عليكي !! .. انتي قلتي حاجه حلوه في اول ما بدأتي كلامك .. عبدالله مش محتاج ان حد يخطفه عشان يتكلم ويصالحك .. ولا برضه كنت محتاج كل الكلام الكتييير اللي انتي قلتيه ده عشان احس بيكي واعرف قد ايه انتي محتاجالي .. انا سبتك تتكلمي عشان حسيتك مخنوقه وانتي مبتعرفيش تفضفضلي وتطلعي اللي جواكي الا معايا .. عارف انك غلطتي ..بس الأب لما بنته بتغلط بيعاقبها مش بيسيبها ! .. وانا كنت بعاقبك مش اكتر لكن عمري ما اسيبك وحتي لما كنت ببعد عنك كان برضه بيبقي عشانك .. تفتكري انتي مش وحشاني! .. أو انك مهما قلتي وعملتي مش هيأثر عليا ومش هرجعلك !! .. تبقي غلطاانه !! .. انتي لو كنتي من تاني يوم سبتك فيه جيتي ليا وقولتيلي انا محتاجالك ورميتي نفسك في حضڼي اعرفي اني عمري ما هردك يا ميمه أو ابعدك عن حضڼي .. انا كنت مستنيكي تيجي وتقوليلي ان انا محتاجاك ومش قادره اتحمل اكتر من كده كنتي هتلاقيني بين ايديكي .. قلتلك قبل كده انتي ملكيش غير حضڼي حتي لوكنت انا اللي مزعلك .. ولو في يوم ايد هتمسحلك دموعك دي بعدي فهتبقي ايدك انتي .. لو مكنتش انا يبقي انتي وبس .. ومحدش ياخد المكانه دي غيري 
رفعها من علي صدره وهي مازالت تشهق
تم نسخ الرابط