في شهور عدتك
المحتويات
ليلة أمس
واقف بتعمل إيه عندك ياحضرة الظابط..تحرك بعدما ابتسم للفتاة معتذرا واتجه إليها
كنتي فين كنت بدور عليكي..رفعت حاجبها ساخرة ثم جذبته من زر قميصه
عيونك الحلوة دي ياجسورة هشيلها من وشك لم نفسك دفعها بقوة على الجدار يحاوطها بذراعيه
عايز اعرف هتعملي ايه في عيوني ياجنجون يرضيكي تشيلي عيوني اللي بشوفك بيها
تفتكري الهبلة لما كبرت عرفت جوزها بيحبها اد ايه علشان جاية تشك فيه لا وكمان عايزة تعميني
جاسر ابعد الناس تشوفنا هيقولوا ايه .
هيقولوا مهلكته
بتغير عليه وزعلانة وهو بيصالحها مش أنت بتغيري عليا ياجنجون
تاهت بقربه ورائحته التي اسكرتها فهمست
اوي بغير عليك اوي ومش عايزاك تشوف غيري ..
خرج من شروده على صوت خطواتها رفع نظره كانت تقوم بتجفيف خصلاتها بالمنشفة ثم ألقتها على المقعد وجلست أمام طاولة الزينة خطى إليها بخطى سلحفية رأت صورته بإنعكاس المرآة فاستدارت تطالعه
بذهول
بتعمل إيه مش المفروض انت في الشغل..لف المقعد وحاوطها بذراعيه ينظر لأنعكاس صورتهما
وحشتيني مقدرتش اصبر..نظرت له من فوق أكتافها
ازاي تسمحي قدام حد يامدام
لفت رأسها تنظر إليه بذهول
ايه اللي بتقوله دا اټجننت جز على أسنانه
جاسر بتعمل ايه عيب كدا أدار المقعد يرمقها بسهام الغيرة الڼارية
اومال إيه دا
ايه اللي بتعمله دا اټجننت
جز على أسنانه وتحدث غاضبا بعدما ظهرت تلك الشامات أمامه
تراجعت بالمقعد تحاول الابتعاد من قبضته بعدما علمت بنيته
ولكنه كان الأسرع فجذبها بقوة
هعرفك ازاي تتجنني تاني يابتاعة الشامات..تراجعت برأسها تنظر لعيناه التي تحولت للونها الداكن
هتعمل ايه ..تسائلت بها بتقطع
ولما هو عيب روحتي قعدتي قدام غنى تعمل الحاجات دي لي
هتتعاقبي ياجنجون..صمت بالنظرات بينهما حتى قطعته
أنا حبيت اغير واعملك حاجة كويسة وانا بعمل دا لنفسي
جنىىىى..قالها وهو يجز على نواجزه
انتي ممكن أكون فرحان بكدا اټجننتي ..تلألأت عيناها بطبقة كرستالية
جاسر والله كنت بعمل كدا علشانك وكمان دي اختك مش حد غريب.
مين قالك انا مش مبسوط بيكي كدا رفع رأسه وتقابلت النظرات بعتاب عاشق
هتستهبلي يابت
جاسر ايه رأيك نسافر يومين مع ياسين بجد محتاجة ابعد عن كل دا
احتضن وجهها ينظر لعيناها الحزينة
حاضر ..جهزي نفسك بعد الفرح هنسافر بس مينفعش برة مصر خلينا في شرم اكتر..نهضت من مكانها واتجهت لغرفة ملابسها
هروح اشوف بابا هيبات هنا توقفت مستديرة تطالعه بصمت ..اقترب منها يلثم جبينها قائلا
باتي معاه ياقلبي اومأت مبتسمة ثم تحدثت
هتبات هنا ولا تروح بيتنا اتجه للمرحاض يهز رأسه
لا مش هبعد عنك هنام هنا يمكن تغير
توقفت ونظراتها على دخوله للمرحاض أمسكت ردائها وهوت جالسة على المقعد وانسابت دموعها تهمس لنفسها
ليه السعادة محسوبة عندي بالدقايق
بعد يومين
صفقت بيديها كالأطفال
قول والله تأفف بضجر ينظر لعاليا شوفي وخليكي شاهدة علشان بتزعل لما بقولها مچنونة
واقفة ليه ماتيجي..هزت رأسها وابتسمت
لا هستنى ياسين روحوا انتوا واحنا هنحصلكم
البت دي بتفهم لكزته بذراعه
طيب ماتيجي تطيرني مش احسن
قطبت جبينها متسائلة
وانت هطير
بغرفة مكتبه بالشركة ولج إليه راكان
اخيرا عرفت اوصلك يابني
نهض من مكانه يضيق مابين حاجبيها
فيه حاجة ولا إيه
وضع صورة أمامه
تعرف الواد دا
امسك الصورة وأومأ برأسه
أيوة ..دا ابن عم فيروز ليه
وضع اسطوانة امامه قائلا
لقيت دي عنده الواد دا شوفته مع أمجد مرة خليت حد يجبلي اخباره عرفت أنه بيتردد على شقة طليقتك اللي هي اصلا وخداها في مكان بعيد بس اللي عرفته أن جواد الألفي وراها خطوة بخطوة معرفتش عايز منها ايه بس لما حد قالي انك كنت عندها وكمان جواد بيراقبها يبقى اكيد فيه حوار
رجع بجسده على المقعد واشعل سېجاره
اه وراها حوار بس شخصي يهمني انا بس ...ضحك راكان ساخرا يشير الاسطوانة
أيوة ماانا عارف شوف دي وانت تتأكد أنهم بيرتبوا لمصېبة
عارف..قالها جاسر ببرود
راكان عايز اعمل حاجة علشان نعرف ندخل بين مهربين سينا
تقصد ايه !
قص مايخطر بذهنه ولكن قطع حديثه رنين هاتفه..نهض معتذرا
أيوة ياباشا..فيه ايه يامنيرة
مدام فيروز عمال تصرخ ياباشا
سبيها لحد ماارجع لو حد قرب منها هموتك
فيه ايه ..
دي فيروز ..
المهم هتساعدني !!
دا خطړ جدا ياجاسر !!
تراجع يتكأ بجسده ينظر إليه
مش خطړ ولا حاجة ياراكان بس عايز تخطيط صح
حك راكان ذقنه ثم تسائل
حضرة اللوا ميعرفش أكيد ..نهض متجها للمبرد وجلب قنينة مياه متجها إليه
اجبلك تشكوليت ..جحظت أعين راكان فنهض من مكانه متجها للخارج
هيعرف ياجاسر وحياتك عندي ليعرف..تحرك متجها إليه يقهقه
مش هتعملها ياراكان مش من قيمك صح يابن البنداري ..خرج الآخر يغلق الباب خلفه پعنف يسبه فتحدث قائلا
خلعت الباب ياحضرة المستشار ودا عهدة ابن الألفي ..فتح راكان الباب يرمقه بسخرية
ليه مش دي شركتكم يالا خليتها عهدة ..قهقه بصوت مرتفع بدخول عز ملقيا السلام
خير يابن عمي اټجننت ولا إيه ..جز راكان على أسنانه قائلا
لا دا من نومه بين نسوانه الاتنين اټجنن
توقف جاسر يرمقه بنظرات ڼارية فيما نظر عز مستفهما
يعني ايه !!
الفصل الواحد والعشرون
1
مبارك يانفسي عليك ۏجعي ..مبارك الحزن والألم والفراق .. كنت سأحارب بها الحياة .ولكنها أعلنت الكبرياء ..وأنا لم أصمت بل أعلنت القسۏة الجفاء ...فهل يكتب لنا الفراق أم يكتب لنا اللقاء ...!
جاسر الألفي
نهضت من مكانها متجهة إليه سريعا
هو إنت ليه بتعمل معايا كدا انا معرفكش ولا عمرنا اتقابلنا ..اللي يشوف أفعالك معايا يقول انك تعرفني وكاني غدرت بيك..انا معرفكش ولا عملت فيك حاجة علشان تأذيني بالشكل دا
انسابت عبراتها رغما عنها هي ليست بالضعيفة ولكن ظلمها وقهرها أضعفها فأصبحت خائرة القوى
أمسكت ذراعيه لأول مرة واقتربت منه
ياسين لو سمحت احنا غير بعض حياتك غير حياتي
تراجعت بعد أخرجت كل مايؤلم قلبها
ونظرات معاتبة على ما فعله بها حاولت تهدئة نفسها فهمست بتقطع
أنا مابلومش عليك انت غريب عني مهما كان فعذراك إنما أهلي اللي رموني وكأنهم مايعرفونيش
جذبها من ذراعها وأجلسها
بصي يابنت الناس انت متهمنيش وزي ماقولتلك قبل كدا..جوازنا صوري لمدة علشان اهلك ماهو إنت لو يهمك اهلك مكنتيش عملتي كدا ..
رفعت نظرها إليه
اللي اعرفه حضراتكم ظباط ازاي بتلقوا تهم من غير دليل
للحظة عجز عن الرد تراجع ناصبا عوده وتحدث بخشونة
ميهمنيش زي ماقولتلك سواء بريئة ولا لأ..أنا كل اللي يهمني نتحمل بعض الفترة دي انا مش هكون موجود طول الأسبوع وممكن يعدي شهر كمان مش عايزك تخرجي من البيت دا دون إذني هكلمك كل فترة
استدار مشيرا إليها وبنبرة تحذيرية
غلطك مش مقبول معايا..إنت شايلة اسمي
تنهدت عندما علمت أن الحوار لايبدي جدية معه..فجلست مرة أخرى تبعد بنظراتها عنه قائلة
ازاي هقعد هنا وأنا معرفش حد فيهم ازاي اتعامل معهم وأنا معرفش أسمائهم اصلا
رمقها بهدوء وأجابها
مينفعش أسيبك لوحدك في الشقة غير إن الشقة مش بتاعتي دي بتاعة جاسر..
توقفت تفرك كفيها واقتربت منه بعدما ألتمست هدوئه
عادي لما أقعد لنفسي جاسر دا اخوك مش كدا..ابتسمت ساخرة واسأنفت
أنا بسأل في ايه دا انا معرفتش اسمك غير قريب
كانت نظراته تتابع ملامح وجهها وردود أفعالها فتسائل
ايه اللي بينك وبين ابن عمك فعلا زي ما قال ..هو ممكن واحدة تتخلى عن نفسها وتنزل بأهلها علشان حب مزيف
جحظت عيناها مدهوشة لما تسمعه حتى تلجم لسانها ولم يعد لديها القدرة على إيجابه
استدارت للشرفة ولم تعيره إهتمام وكأنه لم يكن موجود
تحرك حتى وصل خلفها وبملامح جامدة وألما حاد اخترق جدار قلبه
كلكم زي بعض اللي يفرق الأسماء مش اكتر كل واحدة فيكم بتجري علشان حياتها مبتفكرش غير بنفسها..كان عندي امل بسيط تكوني مظلومة من التهم مش علشان انت تهميني ..سألت علشان أكد لنفسي إني على حق
قالها واستدار متحركا حتى وصل لدى الباب
جهزي نفسك وانزلي هنروح مشوار
استدارت متسائلة
مشوار ايه!..زفرت مخټنقة وهتفت بغلظة
أنا مش الجارية بتاعة حضرتك وزي ماقولت لازم نتعاون الفترة دي علشان نعديها مع بعض
نظر بساعة يديه ورفع بصره
نازل ..5دقايق وتنزلي وعلشان متقوليش جارية هنروح عند جاسر ودا اخويا الكبير لازم أقابله قبل مااسافر هو متجوز بنت عمي ..
بس أنا مش عايزة اروح ..قاطعها بإستنكار وتابع مزمجرا بنفاذ صبر
مش باخد رأيك..اجهزي قالها وتحرك للخارج
جلست على الفراش تتنهد بصوت مسموع مخټنقا عجزت عن التفكير لا تعلم ماذا عليه فعله حتى تخرج من تلك الحياة البائسة
احتوت رأسها بين راحتيها تتذكر ماصار من خالد
فلاش باك
خرجت من جامعتها وجدته ينتظر بخارج الجامعة
خالد!! بتعمل إيه هنا..اقترب منها يطالعها بنظرات خبيثة
وحشتيني يالولو ايه بلاش اجيلك
ابتسمت بحب قائلة
لأ ياسيدي تعالى بس طبعا دا قدام ماما وبابا بلاش تقابلني برة مينفعش احنا مش مكتوب كتابنا وانت عارف عمك
جذب كفيها وتحرك لسيارته
تعالي هنتغدى مع بعض ونكلم عمو مش هيقول حاجة
توقفت تنظر حولها وهزت رأسها بالرفض
لأ طبعا لازم اقول لبابا الاول..امسك هاتفه
عمو ازي حضرتك انا بستأذن منك هخرج مع عاليا علشان نشتري شوية حاجات للفرح وكمان هنتغدى مع بعض
أجابه والدها
متتأخروش يابني..سحبها وفتح باب السيارة
اظن كدا في السليم..ابتسمت له وتحركت تستقل السيارة بجواره وصلا بعد قليل إلى إحد المطاعم
ايه اللي جابنا هنا انا مبحبش المطعم دا وانت عارف
ترجل مستديرا إليها
انزلي حبيبتي عاملك مفاجأة..تنهدت ساحبة نفسا طويلا ثم تحدثت
مبحبش اكلهم من اولها..تشابك بكفها وتحرك بجوارها حتى وصل للداخل
وجدت المكان خالي اتجهت إليه
المطعم فاضي ياخالد لحظات واستمعت للموسيقى واقتراب أحدهما
يعزف على الجيتار ..ابتسمت له
إنت حجزت المطعم ليا رفع كفيها يقبلها ونظر لعيناها الخلابة التي تشبه القهوة
كل سنة وأنت طيبة ياحبيبتي
ذهلت عندما تذكرت أن اليوم عيد ميلادها ..
مش معقول انا نسيت ..خرجت من ذكرياتها عندما استمعت لهاتفها وجدت ياسين
نهضت من مكانها متجهة لغرفة ملابسها وهبطت للأسفل قابلتها ربى وهي تحمل قهوتها صاعدة لغرفتها
توقفت ربى تنظر إليها متسائلة
خارجة ولا إيه انا كنت هطلعلك نقعد نشرب قهوة مع بعض
ابتسمت مرحبة
أكيد بس لما نرجع رايحين عند اخوكي
ضيقت ربى عيناها متسائلة
اخويا مين ..تقصدي جاسر!
اومأت لها واجابتها
أيوة اسمه جاسر..
اسمه جاسر رددتها ربى خلفها مستنكرة
ابتلعت ريقها بصعوبة حينما علمت بخطأها
أصل..قصدي يعني ماتقبلناش فمعرفوش
هزت ربى رأسها وتحركت للأعلى
خلاص ولايهمك انزلي علشان متتأخريش على ياسين
الصفحة التالية
الفصل الواحد والعشرون
2
بمنزل جاسر
خرج من الغرفة وروحه تنازعه بالڠضب من حديثه إليها..توقف عندما استمع لرنين هاتفه رفع الهاتف ينظر مستغربا ذاك الرقم الدولي ..قام بالرد
أيوة..أجابته فيروز
جاسر...
فيروز..قالها وهو يتحرك للخارج خرجت سريعا خلفه ولكنها توقفت عندما استمعت لحديثه
دلفت للداخل وأغلقت الباب خلفها
اتجه لسيارته وهو يتحدث بهاتفه
بتتصلي بيا ليه ..أجابته على الجانب الآخر
جاسر مش عارفة اتأقلم هنا لو سمحت بلاش تنفيني بالطريقة دي
توقف يستند على باب سيارته
خليكي عندك احسن كدا انت بتحمي نفسك مني يافيروز صدقيني كدا أفضلك وامسحي رقمي وإياكي تتصلي تاني وبلاش شغل الرخص دا ونصيحة مني لو حاولتي تقربي من روحي برخصك يافيروز هنسى انك كنتي مراتي في يوم
متابعة القراءة