ايثار

موقع أيام نيوز

 

نيران قلبه هز رأسه پألم وبدأ يتذكر ما حدث باليوم الثالث لدخول إيثار قصره

عودة لما قبل شهر من الأن...... 

تخطت الساعة العاشرة ليلا كان يجلس فوق التخت مستندا بظهره للخلف وعلى وجهه إبتسامة هائلة تنم عن مدى راحته كلما تذكر ما حدث منذ يومين وبأن أميرته أصبحت الأن تسكن قصره تزداد سعادته ويشعر بالإستكانة والهدوء تحرك ليتجه نحو الشرفة ليفتح بابها الزجاجي ويستند بكفيه على السور الحديدي رفع رأسه للأعلى ليغمض عينيه ويأخذ نفسا مطولا من الهواء النقي ويزفره براحه

بات يكرر عملية التنفس حتى شعر بإستكانة روحه فتح عينيه وبات يتجول بهما يتفحص المكان ليقع بصره على سيارة تصطف على بعد عدة أمتار من القصر تعجب من داخله لينسحب للداخل ويمسك هاتفه بعدما تحرك الحث القانوني لديه وشعر بالريبة اتصل برئيس الحرس وتحدث أمرا 

بهاء شوف لي حكاية العربية اللي راكنة برة دي ومن غير ما يحس صاحبها تجيب لي رقم اللوحة بتاعتها

أوامر جنابك يا سيادة المستشار...قالها الرجل ليبعث بأحد الحرس يتحرى عن رقم لوحة السيارة دون أن يلاحظه أحد وما أن أعطى الإشارة لكبير الحرس حتى توجه الرجل صوب السيارة ودق على الزجاج الحاجب للرؤية مفيمليسحب قائد السيارة الزجاج للأسفل عن طريق الزر الإلكتروني لينكشف وجه القائد وشخصا أخر يجاوره الجلوس بالمقعد المجاور ليسأله الحارس مستفسرا 

خير يا بشوات إيه اللي موقفكم هنا! 

تعمق عمرو بعينيه لينطق ساخرا بطريقة فظة 

وإنت تطلع مين علشان تيجي تسألنا وتحقق معانا! 

هتف الرجل بحدة بالغة 

لما تبقى واقف قدام القصر اللي أنا مسؤل عن حمايته يبقى مالي ونص

تابع عمرو تهكمه لينطق ساخرا 

رمقه المدعو بهاء بعينين حادة كالصقر قبل أن يهتف بصرامة لا تقبل الجدال 

طب يلا إتحرك حالا قبل ما أتصل بالشرطة تيجي تاخدكم

واستطرد بټهديد مباشر لخطۏرة الموضوع 

وهناك إبقى برر لهم وقوفك قدام قصر عضو المحكمة الدستورية براحتك

كاد أن يرد ليسبقه صديقه رأفت بريبة 

يا باشا مفيش داعي للكلام ده كله إحنا كنا سايقين من بدري ووقفنا نريح شوية وهنتحرك حالا

قال كلماته ليلكز كتف صديقه وهو يقول ليحثه على التحرك 

يلا بينا يا صاحبي

زمجر عمرو ليهمس رأفت محذرا 

متبقاش راسك يابسة ويلا بينا

زفر بقوة ليدير مقود السيارة وينطلق بها للأمام ليقول والڠضب اكتسى وجهه بالكامل 

إبن الك.... واخد الشارع على حسابه موقف لي شوية حيوانات يحجزوا على اللي رايح واللي جاي وكأنه شارع أبوه

نطق رأفت المجاور له بريبة 

إهدى يا عمرو وخليك صبور أكتر من كده أنا وافقتك على جنانك ده لما لقيتك مڼهار ومقهور على مراتك وابنك

استرسل رأفت بنبرة حذرة 

لازم تمسك أعصابك أكتر من كده علشان الحراس مياخدوش بالهم إننا بنراقبهم ويبلغوا وكيل النيابة ويكشفك

توقف عن غضبه المبالغ به ليهدأ قليلا وهو يقول بعينين مترقبتين للطريق 

عندك حق الموضوع محتاج تكتيك على كبير علشان كده إحنا هنراقبهم من الناحية التانية للطريق مش هنقف تاني قدام الفيلا على

 

طول علشان مياخدوش بالهم

عودة إلى فؤاد الذي أمسك هاتفه الجوال ليتصل على صديقا له يعمل في الإدارة العامة للمرور ويملي عليه الرقم الذي أخبره به رئيس الحرس وهو يقول بتوصية 

عاوزك تكشف لي على رقم العربية ده يا حازم وتجيب لي إسم صاحبها بالكامل

واستطرد ليعلمه 

بس خلي بالك دي خدمة شخصية ليا بعيدا عن الشغل

تحدث الطرف الأخر بحميمية ترجع لعدم إستغلال فؤاد لمنصبه بأي شكل من الأشكال قبل ذلك لكنه الأن مجبرا لأخذ الحيطة كي يعمل على حماية مالكة الفؤاد وصغيرها ولا يدع أية ثغرة دون سدها 

في خلال ساعة واحدة

كل المعلومات هتكون عندك إحنا فى دا اليوم اللي فؤاد باشا علام بذات نفسه يطلب مني خدمة شخصية 

حبيبي يا حازم بيه تسلم يا باشا... نطقها شاكرا لينهي المكالمة بعدما تبادلا التحية ظل متسمرا مكانه بداخل الشرفة يتطلع للبعيد ويراقب المكان بتمعن شديد بعد أن ساوره الشك بأمر تلك السيارة الغريبة عن المكان بعد أقل من ساعة صدح رنين هاتفه ليرفعه أمام عينيه ليتأكد من أنه حازم ليجيب على الفور 

طمني وقول لي إنك جبت لي إسمه

نطق حازم ممازحا صديقه 

هو إسمه بس ده إسمه وإسم محافظته وبلده كمان

ضيق بين عينيه ليسأله بشك بات يساوره 

إسم بلده! هو مش من القاهرة ولا إيه! 

لا يا باشا خد عندك...قالها بحماس ليتابع بإبانة 

العربية بإسم عمرو نصر طلعت البنهاوي محافظة كفر الشيخ مركز ال

أوقفه فؤاد حيث نطق متبسما بخبث 

متكملش يا حازم الباقي أنا عارفة

تمام يا باشا تأكد إننا دايما في الخدمة وتحت الأمر...قالها حازم ليغلق الخط فرك فؤاد ذقنه بأصابع كف يده ثم نظر أمامه مضيقا عينيه لتخرج منه كلمات بشرود 

يا ترى وراك إيه يا سي عمرو خليني معاك للأخر ويارب يكون اللي في دماغي صح وشيطانك وزك ورماك في طريقي يااااه ده انت تبقى خدمتني خدمة العمر ووفرت عليا كتير قوي. 

باليوم التالي فاق من نومه وتحرك لغرفة من حرمت على عينيه النوم منذ قدومها وسكونها بالجوار ولج إليها بعد الإستئذان ليجدها تصفف شعر الصغير بعد تجهيزه بالثياب المدرسية إستعدادا لذهابه إبتسم له الصغير بينما أقبل هو عليه وأسكنه أحضانه وهو يقول متوددا 

جاهز للمدرسة يا بطل 

هز الصغير بإيماءة حماسية فحول بصره عليها يتطلع بتمعن بأسرتيه الساحرتين لينطق بعدما إبتلع لعابه تأسرا بجمال عينيها 

أخبارك إيه النهاردة

إيثار مش عاوزك تطلعي من البيت نهائي الفترة دي وتحت أي ظروف 

طالعته لتسأله متعجبة 

ليه هو فيه حاجة حصلت! 

قطب جبينه متعجبا سؤالها الأبله ليجيب عليها مستنكرا

إنت عاوزة يحصل إيه أكتر من اللي حصل في كفر الشيخ علشان ناخد حذرنا! 

كادت أن ترد لكن طرقاتا ثقيلة فوق الباب قطعت حديثهما لتلج عزة وهي تقول بصوت حماسي 

صباح الخير يا ست البنات

قطعت جملتها حينما تفاجأت بوجود ذاك الوسيم لتنطق بإبتسامة سعيدة وهي تتمنى في قرارة نفسها أن يتم الزواج بينهما بطريقة فعلية كي تطمئن على تلك المسكينة 

صباح الفل يا باشا

صباح الخير يا عزة...قالها ومازال يتطلع لأميرته الساحرة لتنطق هي من جديد 

جهزتي يوسف الباص على وصول

نزليه وسلمية للحارس اللي على البوابة...قالها قاصدا عزة ليسترسل وهو ينظر بعيني رائعة الحسن ليبث الطمأنينة بأوصالها بشأن الصغير

أنا مأكد عليه إمبارح يسلمه بنفسه لمشرفة الباص

كنا بنقول إيه 

تحمحمت بخجل لتخرج صوتها بصعوبة 

كنا بنتكلم عن اللي حصل في كفر الشيخ 

المهم يا إيثار متخرجيش من البيت لوحدك نهائي ولو حصل واضطريتي تخرجي تكلميني علشان حد من الحرس يخرج معاك

حاضر

هو ده وعدك ليا! 

أغمض عينيه ليأخذ نفسا مطولا ليزفره براحة ومن جديد تطلع عليها لينطق بصوت يملؤه الشوق والحنين والغرام 

ما على عاشق الحبيب ملامة إن تداعى وجدا وأبدى غرامه 

هكذا العاشق الموله صب ذو اصطلام وناره ضرامه

شعر بهاء الدين الصيادي

إبتسمت بسعادة بعد أن شملتها كلماته وأشعرتها بأنها فراشة تتراقص على انغام كلماته العاشقة نطقت بعينين فشلت بإخفاء الغرام داخلهما 

ده سيادة المستشار طلع شاعر كمان

سيادة المستشار بيتحول قدام عيون حبيبه...قالها بهيام ليتابع بتوسل حبيبا 

إدينا

فرصة للحياة يا حبيبي سلمي لي نفسك وأنا أوعدك إنك مش هتندمي

مشاعر هائلة شملت روحها لتسحبها لسحر عينيه الرائعة باتا ينظران بوله متبادل حتى قطع وصليهما رنين هاتفه لتنزل بصرها سريعا ويتطلع هو بشاشة هاتفه قبل أن يقول بإعتذار 

ده تليفون مهم خاص بالشغل ولازم أرد عليه

واسترسل بنظرات مغرمة 

فكري في كلامي

خلي بالك من نفسك ولو إحتاجتي أي حاجة كلميني على طول 

إنسحب وقبل أن يحرك مقبض الباب استمع لصوتها وكأنه ألة موسيقية وهي تهمس بحروف إسمه 

فؤاد

إلتفت سريعا يتطلع بلهفة لتنطق بإبتسامة حنون 

متشكرة

تنهيدة حارة شقت صدره وخرجت منه كانت كفيلة للرد عليها قبل أن ينصرف مغلقا الباب من خلفه تحت رنين هاتفه الذي لم يصمت.

بسم الله لا قوة إلا بالله 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الجزء الثاني من 

الفصل الثاني والثلاثون

_أنا لها شمسبقلمي روز آمين

هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 

وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 

تحرك فؤاد إلى عمله وقد إلتقى مع فريقا من اصدقائه المقربون بعد أن قرر مراقبة نصر وعمرو وجميع أشقائه هو بالأساس كان مقررا هذا لكنه كان يأخذ إستراحة المحارب بعد ما حدث معهما منذ يومين بكفر الشيخ بعد يومان كان قد حصل بجعبته على معلومات ثرية للغايةفمن خلال مراقبة عمرو استطاعوا معرفة بيته الذي اشتراه سرا منذ شهرين دون علم والده ولاحظوا ايضا تردد عمرو على مكتب مستترا خلف واجهة الإستيراد والتصدير يشتبه بمالكه بأنه عميل لتهريب الأثار المنهوبة من البلدذهب فؤاد إلى أبيه وقص عليه ما حدث من مراقبة عمرو المستديمة لمنزلهم هو وصديقه وتردده على ذاك المكتب المشپوه فتدخل والده وأخذ لهما موعدا من النائب العام وقصا عليه الرواية والشبهة التي تدور حول ثروة نصر الطائلة والإشاعات الدائرة بالبلدة عن إتجاره بالأثارأعطى النائب العام كل الصلاحيات إلى فؤاد بإعطائه الأمر لمراقبة المدعوان نصر وعمرواستغل الفريق الذي كونه فؤاد خلو منزل عمرو المتواجد بأحد المناطق الجديدة ليقوموا بزرع عدة كاميرات صوت وصورة بجميع انحاء المنزل كي يستطيعوا الإطلاع على كل ما يدور داخل المنزل

بعد مرور يومين عاد فؤاد ليلا من عمله الذي استغرق طيلة اليوم ليبلغه الحارس الأمني بأن زوجته السيدة إيثار قد خرجت ظهر اليوم من المنزل دون علمه ورفضت إصطحاب الامن معها إلى مسكنها الخاص حيث ذهبت لجلب بعض الأشياء الخاصة بها وبصغيرها ليجن جنونه ولولا علمه بأن المدعو عمرو قد سافر اليوم إلى كفر الشيخ كي لا يدع الشك يساور والده بأنه يفعل شيئا مريبا لكان فقد عقله صعد للأعلى وظل يجوب الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتخيل سيناريو أن ذاك العمرو لم يسافر اليوم وكان يراقب المنزل كعادته وقام باختطافها أو أذيتها دون ترتيبا منه هز رأسه رافضا مجرد التخيل وبعث الخادمة كي تستدعي له تلك العنيدة ليهدر بها بحنق لم يتمالك حاله وثار عليها حتى أنه أهانها بقوة بعدما فقد اعصابه جراء رعبه عليها كلما تخيل ماذا كان سيصيبها لولا ستر الله عليهما.

استمرت المراقبة القانونية لمدة شهر اكتشفوا به زيارة رجل من دولة أوروبية إلى منزل عمرو واستمعوا بالصوت والصورة من خلال الكاميرات إلى إتفاق عمرو مع الرجل بأن يذهب برجاله

 

تم نسخ الرابط