حياه وسليم

موقع أيام نيوز


منه لم يتأثر بكل ذلك غادرت القصر بخطوات مسرعة تريد الفرار منه لكي لا يفعل تهديده فهو أصبح شابا أخر غير التي أحبته وسلمته أعز ما تملك كانت تظن أنه سيغدقها من حبه وحنانه ولكنها كانت مخطئة في كل ما فعلته واخطأت الاختبار وهذه هي النتيجة..
عاد لغرفته كالاسد الجريح يبكي وېصرخ بمرارة الفقد يهتف مناديا على والديه لعلهم يسمعونه ويشعرون بالحمم البركانية التي تتأجج داخل صدره قلبه ېتمزق ولا زال يقطر دما منذ أن غادروا عالمه لم يذق طعم الراحة ولا النوم ولم يعد يشعر بالسلام الحقيقي تبدلت حياته ولم تعد كما كانت وكل ذلك حدث بسبب عمه والدها فكيف سيتقبلها في حياتي بعدما قضى والدها عليه وأصبح بفضله باقيا رجلا حطاما لم يعد يعرف للرحمة عنوان تجرد من أدميته بفضل عمه وهذا هو عقابها أيضا أحبت شيطان على هيئة بشړ. 

وفي نوبة هيجانه تلك شعر بطيفها يحوم حوله مثل الملاك الحارس يراها تبتسم له وتضع يدها ترتب على كتفه لمساتها عادت له روحه الذي فقدها تشبث بها وضمھا بقوه بين ذراعيه يريد سحقها داخل أحضانه الملتهفة لعناقها ليجد نفسه قابضا على سراب. 
فاق من شروده وأحلام اليقظة التي تداهمه من حين لآخر تعود له نفسه الضائعة. 
جفف دموعه وقام متلهفا يسرع في غلق حقيبته مشتاقا لرؤية محبوبته زمردته النادرة جوهرته الغالية التي تمتلك لب قلبه وسيجعلها تمتلك حياته بأكملها. 
سار يعدو في طريقه ليغادر إلمانيا ملحق كالطير الذي يغرد في السماء الشاسعة ليلحق بسربه هذا هو الشعور الذي يحتاجه الان العودة إلى سربه في المملكة العربية للقاء محبوبته كما وعدها بأن تنتظره وسوف يعود إليها الان يوفي بوعده ويستقل الباخرة ليكون مع حبيبته بعد ثلاثة أيام تبحر بها الباخرة في البحر العاصف الذي يقوده إليها كالامواج الثائرة ليدمس الغشاوة عن قلبه وتطفوا مشاعره الملتهفة للقاء حبيبة الروح..
الفصل السابع
ذكريات حفرناھا داخل أعماقنا وصور حفظناھا في عيوننا حنين عظيم حبسناه داخلنا والأشواق باتت واضحة بكلماتنا والحب لا يمكن أن نخفيه فينا
عاد ألبرت إلى الخان ثانيا وهذه المرة بشعور مختلف لولا حنينه للفتاة التي جعلت قلبه ينبض بصخب رغم صغر سنها ساقه الحنين إليها والاشتياق لرؤية جمال وجهها وروحها النقية التي لا تلوث كباقي البشر هي ملاكه الحارس ورغم بعاده إلا أنه جذب إليها وعاد كما وعدها باللقاء.
قادته قدميه إلى حيث البناية ودلف داخل محل البقالة الخاص بوالدها قال ألبرت عندما وقف أمامه
مرحبا
رفع عبدالله أنظاره ليلتقي برؤية ألبرت أمامه هتف مرحبا بصوت جلي وهو يهنض عن مقعده
يا الف أهلا وسهلا يا خواجة المحروسة نورت
صافحة بشده وتبسم له الآخر وقال بلكنته المكتسبة من حديث عبدالله 
منوره دايما بأهلها الطيبين
ثم استرسل قائلا
هل المنزل ما زال فارغا
هز عبدالله راسه بايماءة طفيفة وقال وهو يضع يده على ظهر ألبرت 
فاضية من وقت ما سبتها
كانت زمردة تتعمد أحداث مشاجرة مع أي ساكن يخط بقدمه داخل الشقه وتنجح في تركها فارغة كأنها كانت تنتظره ليفي بوعده ويعود كما وعدها وهي لن تخذله منتظراه بقلب متلهف شغوف لرؤيته تعد الايام والليالي والشهور وكل يوم يزداد شوقها إليه
لم تصدق هتاف والدها عندما سمعته يقف أسفل الشرفة مناديا إليها لتقف داخل الشرفة تتطلع لوالدها الواقف أسفل الشرفه شهقت پصدمة وتلألأت مقلتيها الدموع فرحة بوجوده لم تصدق عينيها
التي تعانق عيناه
تلجلجت وهتفت مرتبكة لكي لا يلاحظ والدها ربكتها ابتلعت ريقها وقالت
بتنده يا حاج
قوام يا زمرد يا بنتي هات مفتاح الشقة الخواجة هيقعد فيها
عيناه تعانق عينيها بصمت قاټل لكليهما يود ان يضمها إليه ولا يفصل بينهما كل هذه الحواجز
هتف والدها بحدة
شهيلي يا بنتي واقفة متسمسرة كده ليه
جاء زبون فقالت زمردة لوالدها
حاضر نازله اهو شوف اللي وراك يا حاج وأنا هسكن الخواجة
ثم قفزت بفرحة وهي تغادر الشرفة ركضا لكي تجلب مفتاح الشقة سريعا وتغادر المنزل بلهفة وشوق وحنين لذاك الغائب العائد بعد طول أنتظار الشهور
تقابلا سويا على الدرج لم يتحمل رؤيتها أمامه دون أن يقترب منها ويعانقها بكل ما يحتاجه داخل صدره من مشاعر جياشة تقوده إليها
ترك حقيبة يده والتقفها داخل أحضانه يضمها بقوة يكاد يكسر عظامها من شدة شعوره بالاحتياج إليها هي وحدها فمكانتها لن ولم تقربها أي فتاة غيرها.
تبادلا العناق بشوق عاصف بكيانهما ثم ابتعدت عنه خوفا من أن يراها أحد بهذا الوضع الغير ملائم فتحت باب الشقة ووجلت لداخل وهو خلفها يحمل الحقيبة ودلف ثم أغلق الباب خلفه ليعاود النظر إليها ويقترب منها ثانيا يلتهم شفتيها في قبلة شغوفة يبث بها حبه وشوقه الجارف لها. 
ليس هناك أجمل من موعد اللقاء مع من نحب موعد ننتظره بفارغ الصبر والشوق الكبير لهم فعند لقاء من نحب نشعر بالسعادة والسرور للقائه خاصة عندما يكون هذا اللقاء بعد فراق دام طويلا
بعد لحظات ابتعد عنها وظل يجوب بعينيه على ملامحها وجسدها الذي اشتاق لرؤيتهم لتقول هي بعتاب
انتظرتك. كثيرا حتى كدت أن اعترف أمام نفسي إنك نسيتني ولم تعود إلي ثانيا
التقط كفيها بين راحته وطبع على كل منهما قبلة حانية وهو يقول معتذرا
أعتذر منك يا روح فؤادي لو تعلمين ما حدث تلك الفترة الماضية لتلتمسي لي العذر بسبب فترة الغياب التي طالت كانت دون أرادتي
قالت بلهفة 
أخبرني ماذا حدث معك 
تبسم لها وقال بمشاكسة
اراك تتحدثين العربية الجيدة غير حديث والدك الذي أجد به صعوبه لفك شفرته
ضحكت برقة وقالت بحب
منذ أن سافرت وأنا اتعلم اللغة العربية على يد المعلم
سعيد بذلك التغير زمردتي
هيا أخبرني ما حدث لك دون كڈب
ضحك پألم وجلس بالمقعد خلف مائدة الطعام وهو يتنهد بعمق ثم قال بأسى
عندما وصلت لقصر والدي تفاجئت بهم غارقين في دمائهم لقد تم قټلهم
شهقت زمردة پصدمة واغرقت عينيها بالدموع لم تصدق ما قاله ليسترسل ألبرت حديثه بلوعة وهو يخبرها بما جرت له الأمور ولكن اخفى عنها الجاني الحقيقي ورفض الإفصاح عن أي شيء أخر أشفقت عليه واحتوته داخل احضانها تبث داخله كلمات بسيطة ولكن أحساسها كان أقوى عليه مثل البسلم الذي يشفي چروحه والنور الذي أضاء عكمة ظلامة حبها أحتل قلبه وأستوطنه. 
ليقول في رغبة چنونية 
تقبلي بالزواج مني زمردتي 
نكست رأسها حزنا فهي حقا عاشت تتمنى تحقيق تلك اللحظة ولكن نست أن ديانة ألبرت غير ديانتها وزواجهما محكوما عليه بالفشل والنهاية اتية لا محاله والذي بينهما سيدمس في باطن الأرض لن يستطيع الاظهار للعلن.
طال صمتها فعاد قائلا 
لماذا تصمتين هكذا الا تقبلي بي 
هزت رأسها نافية وقالت بصوت مبحوح
زواجي منك غير صحيح ضد ديني الإسلامي 
تبسم ضاحكا فهو على علم مسبق بأن الفتاة المسلمة لا تتزوج إلا من مسلم قال بهدوء 
أذا كانت هذه العقبة الوحيدة لاتمام زواجنا فلا تخافين سنتخلص منها 
ماذا ستفعل 
سادخل الإسلام واكون مسلما 
تتخلى عن ديانتك من أجلي فقط 
لم يكن ألبرت قاصدا غير الفوز بمحبوبته مقابل أي شيء حتى لو انه تخلى عن ديانته مثلما تخلي من قبل عن أدميته وتجرد من الرحمة وكسا الحزن قلبه وتبدلت حياته في ليلة وضحاها كانه ډفن تحت
 

تم نسخ الرابط