عبدالله ومرام بقلم إيمان حجازي
المحتويات
السما اقربلها يا عبدالله منك وانا مش هسكت لها !
علي الرغم من عصبيتها الي انه شعر بالحب الكبير من كلماتها تلك فأخذ يبتسم في حين ترجمت هي ابتسامته بالخطأ فأشاحت وجهها في حزن وتسللت الدموع من مقلتيها قائله بصوت مخټنق دا علي اساس يعني ان انت معايا اصلا دلوقت ! .. ولا ده بيتي ! .. معلش يا استاذ عبدالله لو تعديت حدودي ونسبت حاجه مش ليا لنفسي ..
بتر كلماته بأﻻم فضحكت متهكمه وهي تقول وانت ايه ! .. انت عڈاب دخل حياتي واتكتب عليا اعيشه وافضل اعاني منه طول عمري زي الغريق اللي مش لاقي شط
لمست كلماته اوتار قلبها فأسرعت في تأثر واحترام انت فوق راسي يا عبدالله
حاجه عندي يا مرام .. ولو الدنيا كلها في كفه وانتي في كفه كوني واثقه اني مش هتردد ابدا في اختيارك
هبطت دموعها مره اخري قائله طب قولي ليه جايبها هنا ! .. انت ناسي هي مين ! .. وكانت عايزه ايه زمان !
عبدالله بتثقي فيا ولا لا !
مرام بحزن انت عارف
يبقي عشان خاطري تقبلي وجودها لفتره مؤقته بس وهي مش هتضايقك ولا هتعملك حاجه وياريت متختلطيش بيها خالص لحد ما انا اقولك هي هنا ليه وبتعمل ايه !
مرام بضيق وعصبيه كل مره لحد اما اقولك واما ييجي الوقت المناسب .. انا تعبت يا عبدالله .. تعبت ومش عايزه كل ده .. مش عايزه ييجي الوقت المناسب .. مش عايزه اعرف سمر بتعمل ايه هنا .. مش عايزه ..
اني جواك .. ليه بعدت عني قوي كده وبقيت غامض وكأن مش انت عبدالله اللي حبيته ..
وهنا اڼهارت حصونه ولم تعد لديه طاقه المقاومه امام قلبه النازف شوقا لها
وايضا إن فعل ذلك معها حتما سيضطر الي تبرير كل ما مضي لها.. وسيضع عليه اللوم بأكمله ما أن تستيقظ مرام من تلك الحاله وتعود لرشدها... وهو غير مستعدا لذلك علي الأطلاق..
في حين مدت مرام يدها اليه في شوق وهي تناديه ولكنها صعقټ من رده فعله .. نهض دفعه واحده وخرج من غرفتها دون النظر اليها وهو يغلق الباب خلفه في حده .. هبط الي الاسفل واسند رأسه علي حائط خلفي للقصر وبدأ في التقاط انفسانه ولكنه شعر بمدي قله الهواء داخل رئتيه وكأن ما يأخذه من هواء لا يكفيه ..
انت اللي بتتعب قلبك بأيدك .. في حين ان الموضوع مفيش اسهل منه .. ربنا يكون في عون المسكينه اللي فوق دي..
قالها مسعد بعد ان ذهب خلفه وهو يراه خارجا من غرفتها علي تلك الحاله ف فهم ما حدث بالداخل .. سمع
عبدالله صوته ولم يعد به طاقه للرد عليه فأسرع من امامه دون النطق بكلمه بينما قال مسعد طب اقفل الاول قميصك ده واعدل هدومك عشان الحرس اللي هنا ميشوفكش بالحاله دي
اما هي مازالت كما تركها تنظر للأمام فقط دون ان تنطق حرفا او تذرف دمعا .. مازال عقلها لا يترجم ما حدث وقلبها لا يستوعب تلك الصدمه التي تلقتها منه .. حبيب عمرها وايامها التي طالما حلمت به بين ايام عڈابها وهجرها له .. قدمت له نفسها علي طبق من ذهب وهو رفضها وكأنها لم تكن .. وفي تلك اللحظه هاجمتها ذكريات مريره بين فراق والم وتعب وشوق وحزن ووحده .. وشرعت في البكاء وكأنها لم تبك من قبل اوصدت باب غرفتها جيدا واطلقت العنان پقهر لسيول العبرات التي كانت تنهمر من عينيها ..
لم تدري كم من الوقت مر وهي علي تلك الحاله من البكاء والنحيب وعقلها بعالم اخر .. لم تشعر بأولادها الذين كانو يطرقون بابها طوال النهار كي تلعب معهم .. وكذلك زهره وايمان .. فكل واحده منهم حاولت جاهده علي اخراجها من غرفتها او الوصول اليها ولكن لا من نتيجه .. وحين ذهبت زهره لتتحدث مع عبدالله اجابها بأن يتركونها بمفردها فهي بحاجه الي ذلك .. لذلك لم يطرق بابها احدا مره اخري ..
وبعد ان تخطت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل تسلق شخص ما جدران غرفته مرام بأحترافيه شديده وقفز داخلها .. ثم اخذ يتحرك ببطئ شديد جدا كي لا يصدر صوتا حتي وصل الي داخل الغرفه .. بحث سريعا بعينيه من تحت القناع الذي كان يرتديه فوجدها جاسيه علي الارض تفتح عينيها وتغمضهم ولم تنتبه اليه حيث كانت شارده بعالم اخر .
الفصل التاسع عشر
الجزء الثاني
حلقه 19
لم يكن الحب يوما مجرد كلمه بل كان أكبر الزام..
في صباح اليوم الجديد لم تشرق الشمس
وكست الغيوم السماء بكثره لم يدري كم من الوقت مر عليه وهو علي تلك الحاله يستجمع ذكريات واحداث كثيره مرت عليه الي ان توصل لكل جواب يدور بعقله .. اخذ نفسا عميقا واطلقه ببطئ والم .. لمحت عينيه الساعه في يديه فوجدها تعدت الثامنه صباحا فردد الساعه 8 ازاي! .. دي الشمس لسه مطلعتش !
نظر الي هاتفه فوجدها بالفعل الثامنه والنصف فتحرك بسيارته مسرعا الي القصر
وصل بسيارته الي داخل القصر وامن علي طاقم الحرس ووجد ان كل شئ طبيعي .. ما ان دلف بداخل القصر حتي التقي مع مسعد الذي ردد يا تري هديت وعرفت انك غلطان ! .. عملت فيها ايه خليتها مش راضيه تطلع من اوضتها لحد دلوقت !..
كاد ان يصعد عبدالله الي غرفته دون الرد عليه ولكنه توقف عند تلك الكلمه فأستدار له قائلا بدهشه هي لسه مطلعتش من اوضتها !
مسعد بلوم لا طبعا مطلعتش وحقها والله
.. اول مره احس اني مش فاهمك ومش عارف جبت القسۏه دي منين !
عبدالله بلهفه قسوه ايه ونيله ايه دلوقت !.. انتو ازاي تسيبوها يوم كامل من غير اكل ومن غير ما حد يشوفها .. امال انتو قاعدين معاها ليه !
مسعد بعتاب الله يسامحك ومش هرد عليك .. بس متغلطش الغلطه وتلبسها لغيرك ..
تركه عبدالله ولم يرد عليه وصعد مسرعا الي غرفتها .. طرقها ببطئ قائلا مرام افتحي ارجوكي ..
اتي خلفه جميع من في القصر تباعا حينما سمعو صوته ونبرته المرتفعه ..
لم يتلقي ردا منها وتوقع انها فقدت وعيها من شده الحزن وعدم التغذيه .. فجلب مفتاح الغرفه الاحتياطي وفتحها .. نظر بداخلها نظره خاطفه ولكنها كانت كفيله بأن ترعبه بشده حين لم يجدها امامه .. ذهب الي الحمام الملحق بالغرفه ولم يراها وسمع صوت زهره تصرخ مرااااام .. مرااام مالك فوقي ! ..
هوي قلبه بين قدميه واسرع بأتجاهها وهو يبعد زهره عنها ويتلقاها هو بلهفه وخوف قائلا مراام .. فتحي عينيكي .. يا بابا انا اسف والله حقك عليا انتي عارفه اني معنديش اغلي منك
زهره بلوم وحزن الله يسامحك يا عبدالله .. دلوقت جاي تعتذر لها !
قال عبدالله وهو ينظر اليهم پغضب الجم الجميع وتحديدا سمر ومسعد انتو جايين تلوموني ! .. مش انتو دكاتره ما تشوفوها فيها ايه!
كانت نبره صوت عبدالله كفيله بأن تجعل سمر ترتعد من الداخل ورددت بغير وعي وتلقائيه مفيهاش حاجه يا عبدالله والمفروض تكون فاقت من بدري اصلا !
انتبه عبدالله علي حديثها ولكنه لم يعلق في حين تدخل مسعد وأمسك بساعدها ولكنه لم يتلقي نبضا فشعر بالقلق وتوجهت يديه مباشره الي عنقها وضغط عليه ببطئ وتنهد بأرتياح حين وجد النبض مازال موجودا .. قال مسعد زهره جيبيلي جهاز الضغط والسكر بسرعه وحد يعملها حاجه مسكره عشان تقريبا عندها هبوط
اسرعت سمر الي المطبخ تعد لها كوبا من العصير في حين عادت زهره ومعها جهاز الضغط والسكر .. انتهي مسعد من فحصها قائلا السكر واطي والضغط واطي وكان لازم يحصلها هبوط متقلقش ثم وجه حديثه الي زوجته ياريت تعمليلها حاجه تاكلها يا زهره وشويه عصير نظر الي عبدالله وانت اتفضل هاتلها المحاليل والمقويات دي
وضع عبدالله مرام علي الفراش ثم اتجه لمسعد ونظر له نظره شعر وكانه سيقتله بها والتي بالفعل اخافت مسعد .. اخذ منه الورقه پعنف وخرج من الغرفه وامر حارسا بان يحضر تلك الادويه مسرعا .. ثم عاد هو مره اخري بجوار مرام وقبل ان يرتخي قليلا وجد من يدلف الغرفه مسرعا صباح الخير يا اونكل .. مامي لسه نايمه !
قال ذلك دومي في حزن بينما قال عبدالله معلش يا حبيبي ماما تعبانه شويه .. انزلو العبو في الجنينه كبيره وانا عملت لكم
فيها مراجيح جميله ومنطاط كبير والعاب تانيه حلوه
ابتسم دومي في مرح وقال متشكر يا اونكل .. ممكن ابوس ماما !
وهتفت تمارا ايضا ممكن انا كمان يا اونكل ابوسها!
قال عبدالله ماشي بوسوها يلا وبعدين سيبوها ترتاح
قبل ادم يد والدته في حين قبلتها تمارا علي خدها واسرعو الي الاسفل ..
بعد انتهاء دوام عمل اليوم نظر اسلام الي ادهم ففهم مقصده وما ان هم الجميع بمغادره الاجتماع استوقف ادهم عمر قائلا استني يا عمر متمشيش .. انا عايزك
توقف عمر مكانه واستدار اليه قائلا بأحترام تحت امرك يا فندم !
ادهم وهو يضع يده خلف رقبته قائلا لأ .. مش شغل .. انا عايز اتكلم معاك
اومأ له عمر بالايجاب وجلسو حول مكتب ادهم وردد عمر خير يا فندم !
ادهم بهدوء اولا
متابعة القراءة