بسمه
المحتويات
في مين!
اشتعلت أسيف ڠضبا من أسلوبها الفج المسيء لها فصړخت بها بعصبية وهي تشير بسبابتها لها
لو سمحتي متداخليش أنا مطلبتش رأيك!
ردت عليها نيرمين بجموح وهي تقف قبالتها متحدية إياها
لأ هاتدخل ونص!
رمقتها أسيف بنظرات مستخفة وهي تسألها بعصبية
بصفتك ايه أصلا
تغنجت بجسدها بطريقة مستفزة وهي تجيبها ببرود جامد
احتقنت عيناي أسيف بحمرة غاضبة
للغاية وكورت قبضة يدها لتدفعها بها پعنف من كتفها صائحة بصوت متشنج مهدد
احترمي نفسك معايا مش هاسمحلك تغلطي فيا!!
تفاجأت نيرمين مما فعلته وكانت على وشك الاشتباك معها لكن وقفت عواطف حائلا بينهما بجسدها وصړخت فيهما
تابعت أسيف قائلة بشراسة وقد قست عيناها
أنا مش هاقبل بأي اهانة تسيء ليا وفلوسي اللي ضاعت مش هاسكت عنها وهاجيبها!
ثم وجهت حديثها إلى عمتها قائلة بقوة تحمل الكبرياء والترفع
وإن كان على القعاد هنا يا عمتي فبناقص منه الحمدلله أنا أقدر أسكن في آ.....
وضعت عواطف يدها على فمها مانعة إياها من الحديث وهي ترد بتوجس
خشيت أن تخسر ابنة أخيها الراحل بسبب حماقات ابنتها الغبية فجاهدت لضبط الأمر قبل تفاقمه واستدارت برأسها موجهة حديثها لنيرمين قائلة بغلظة
انتي مش هاتسيبي بيت عمتك واللي مش عاجبه الكلام يخبط راسه في الحيط!
اغتاظت نيرمين من تصريح والدتها فهتفت مستنكرة
ماما!
أشارت لها عواطف بيدها قائلة بصرامة
ضړبت نيرمين الأرضية بقدمها بعصبية جلية وصاحت بتشنج
ماشي يا ماما ماشي!
ثم تركتهما بمفردهما وأسرعت عائدة إلى غرفتها وهي تتوعد أسيف بالرد القاسې بعد أن شعرت بتحقير شأنها أمامها..
صفقت الباب پعنف خلفها فحدقت الاثنتان فيه بجمود.
أردفت عمتها حديثها بهدوء حذر
شوفي يا أسيف لو ليكي حق عند منذر هو هايجبهولك بنفسه!
ردت عليها أسيف بعناد
وأنا عاوزة حقي دلوقتي!
حاولت عواطف إثناءها عن التشبث برغبتها قائلة
استني بس لما آ.....
قاطعتها بإصرار أكبر دون أن تطرف عيناها
دلوقتي و من فضلك قوليلي فين مكانه وأنا هاروحله!
طب استني هانلبس ونروحله سوا!
هي أرادت أن تكون بصحبتها لتضمن سيطرتها على الوضع إن تواجهت مع منذر فلا يسيء أحدهما للأخر أو يحدث أي تطاول بينهما.
كما أن وجودها معها يجعلها تفسر الأمور له بطريقة سلسة فتتأكد من عدم حدوث أي سوء فهم..
أضافت أسيف بصوت حاسم وهي ترفع رأسها للأعلى في شموخ
ماشي بس من هنا ورايح يا عمتي أنا مش هاسكت لأي حد يدوسلي على طرف بنت الحاج رياض مش هاتكون ملطشة لأي حد!!!!!
الفصل التاسع والعشرون الجزء الأول
لم تتكبد العناء في انتقاء ما سترتديه فعباءة سوداء ستفي بالغرض خاصة أنها في فترة حداد ممتدة.
أحكمت ربط حجاب رأسها عليها وتحركت خارج الغرفة وهي متحفزة للحصول على حقها المسروق.
لحقت بها عواطف مستطردة حديثها بتوجس
بالراحة يا بنتي الأمور ماتتخدتش قفش!
ردت عليها بنبرة صارمة وهي ترمقها بنظرات محتقنة
أنا مش هاسكت عن حقي وفلوسي اللي اتسرق هاعرف ازاي هارجعها
أومأت عمتها برأسها قائلة
حاضر بس بالعقل!
تحركت صوب باب المنزل هاتفة بصوت شبه آمر
يالا يا عمتي وريني فين مكانه!
ابتلعت ريقها بتوتر بادي على ملامح وجهها وهي تقول
طيب.. استر يا رب وعدي اليوم ده على
خير!
راقبتهما نيرمين بنظرات ڼارية من خلف باب غرفتها الموارب وحدثت نفسها بنبرة مغلولة
على أخر الزمن البت دي جاية تعمل راسها براسه!
كزت على أسنانها پعنف وهي تردد بنبرة عدائية
مفكرة نفسها مين وربنا ماهسيبها في حالها! هاخلي عيشتها أسود من قرن الخروب!!!!!
وقف أمام مكتبه ينهي أحد مكالمات عمله قائلا بجدية
الفاتورة فيها كل حاجة راجع بس البضاعة وانت بتنزلها
مط منذر فمه للأمام ليضيف بهدوء
تمام وأنا معاك لو في حاجة ناقصة!
ضغط بعدها على زر الإيجاب واتجه عائدا لمقعده ليجلس عليه مسترخيا..
حرك عنقه للجانبين وهو يفركه بكفه مخففا من حدة ذلك الإرهاق المسيطر عليه.
سمع أصواتا خارجية غير واضحة فاعتدل بجلسته ودقق النظر أمامه ليرى إلى من يتحدث أحد عماله.
تساءلت عواطف بتوتر وهي تشير بيدها
هو موجود يا بني نقدر نشوفه
أجابها العامل قائلا بابتسامة لطيفة
اه يا حاجة عواطف اتفضلي!
ردت عليه بود وهي تتحرك بحذر للداخل
كتر خيرك!
تأهبت أسيف لتلك المواجهة المحتدمة معه واستعدت بالكامل لذلك اللقاء المثير.
تفاجيء منذر بقدوم عواطف وابنة أخيها إلى وكالته فنهض واقفا مرحبا بهما
يا أهلا وسهلا نورتوا الوكالة
ازدردت عواطف ريقها قائلة بارتباك ملحوظ وهي توجه أنظارها إلى أسيف
منورة بيك يا سي منذر!
سلط أنظاره على أسيف والتي بدت ملامحها غريبة إلى حد ما..
كانت على تلك الحالة المتشنجة التي رأها من قبل بالمشفى لكنه لم يستطع تفسير سبب تجهمها.
حاولت عواطف الابتسام وهي تضيف بنبرة ودودة محاولة تلطيف الأجواء بعد أن لاحظت نظراته المتسائلة في صمت
اعذرنا إن كنا جينالك من غير ميعاد
أشار لهما بكف يده لتجلسا قائلا بجدية
ولا يهمك اتفضلوا اقعدوا!
ثم إشرأب بعنقه صائحا بصوت آجش آمر لأحد عماله
الشاي بسرعة ياض!
رد عليه أحدهم
تؤمر يا سي منذر!
اعترضت أسيف قائلة بجمود غريب
احنا مش جايين نضايف هنا!
ضاقت نظراته نحوها وعبست تعابير وجهه عقب عبارتها المريبة تلك.
قبضت عواطف على ذراعها قائلة بابتسامة مصطنعة ومانعة إياها من التفوه بالمزيد
احنا مش عاوزين نتعبك يا بني هما كلمتين هانقولهم ونمشي على طول!
اضطرت أسيف على مضض أن ترضخ لتوسل عمتها وصمتت مجبرة.
بدا غير مقتنع بما قالته عواطف لكنه مرر الأمر ولم يعلق عليه كثيرا..
ظن في نفسه أن مجيئهما إليه لتأكيد مسألة بيع الدكان بعد أن أعطته والدته فكرة مسبقة عن موافقة الجميع على هذا الأمر وقدوم أسيف اليوم ما هو إلا لتحديد قيمة المبلغ المطلوب نظير بيع حصتها فيه.
لم يخطر بباله مطلقا أنها حضرت إليه لأجل سبب أخر..
همست عواطف لها برجاء خفي
اهدي يا بنتي الأول وخليني أنا أتكلم
جلس منذر خلف مقعد مكتبه منتصبا ثم استند بمرفقيه على سطحه متسائلا بهدوء وموجها حديثه إلى عواطف
أخبارك ايه ست عواطف
أجابته بإبتسامتها المتكلفة
بخير والحمدلله!
أضاف قائلا بجديه وهو يشير بكفه الأيمن
الحاجة جليلة قالتلي على موافقتكم كلكم على بيع الدكان وإن شاء الله زي ما عرفتكم قبل كده مش هانختلف !
نظرت
عواطف إلى أسيف بنظرات زائغة ثم عاودت النظر إلى منذر مبتسمة بصعوبة وهي ترد بارتباك
أكيد.. بس.. بس....
استدار منذر نحوها مضيفا بنبرة عقلانية
شوفي يا ست عواطف أنا راجل حقاني وعملي وهاكلمك بلغة السوق الدكان هاشتريه بسعر اليومين دول وشوفي انتي دلوقتي سعر السهم بكام يعني بنتكلم في مبلغ محترم وفي الأخر الكل هايطلع كسبان!
حرك وجهه لينظر في اتجاه أسيف موجها حديثه لها
ولا إيه رأيك يا.....!
صاحت فيه مقاطعة بحدة
مش هايحصل!
اندهش من ردها الغريب وتصلبت قبضتي يده نوعا ما.
فقد كان واثقا من موافقتها على بيعه والآن هي تخبره بالعكس..
لم يحد بعينيه بعيدا عنها وحدق فيها بنظرات مطولة متفرسة.
كررت هي عبارتها مؤكدة بنبرة حاسمة
الدكان مش هيتباع!
كان متحكما في أعصابه رغم الفضول الذي يعتريه لمعرفة سبب رفضها المفاجيء لمسألة البيع فسألها بجفاء مريب
مش فاهمك يعني ايه مش هيتباع
أجابته بنبرة قاتمة وقد قست نظراتها نحوه
يعني زي ما قولتلك بيع الدكان مش هايحصل وأنا جايالك أصلا في حاجة تانية خالص إنت عملتها!
سألها بهدوء حذر محاولا ضبط انفعالاته بعد صډمته في إلغاء صفقة البيع وما سيترتب عليها من تبعات مزعجة للكل
عملت ايه بالظبط
هبت واقفة من مكانها وهي تجيبه بصوت متعصب
فين فلوسي اللي كانت في الشنطة
رفع حاجبه للأعلى مرددا پصدمة قليلة
فلوس
لم يفهم مقصدها جيدا وحاول استيعاب جملتها الغامضة..
أجابته بنفس النبرة العصبية وهي تهز رأسها بالإيجاب
ايوه كانوا في شنطتي في اللوكاندة وانت بنفسك قولت إنك الوحيد اللي لم الحاجة
نهض واقفا بهدوء من مقعده متذكرا ما فعله بداخل غرفتهما المؤجرة بالفندق هو لم يجد سوى الثياب وجمعها بعناية واضعا إياها بداخل الحقائب دون أن يدقق النظر في باقي محتوياتها.
بدت نظراته حادة لكنه كان بارعا في إخفاء عصبيته وأجابها بصوت شبه ثابت
ايوه أنا لمېت الحاجة بس لا فتشت في شنط ولا شوفت فلوس من أصله!
هدرت فيه صاړخة بإتهام شديد اللهجة
انت كداب!
هنا احتدت نظراته وعبس وجهه بصورة مقلقة.
هتف فيها مستنكرا إتهامها الباطل
نعم!
تابعت مؤكدة بعزم وهي تشير بسبابتها
ايوه كداب تلاقي ده ملعوب عامله عشان تجبرني أبيع الدكان!
فشلت عواطف في السيطرة على ابنة أخيها هي عقدت العزم على تنفيذ ما قالته حرفيا دون أي مقدمات ممهدة وبدأت ثورتها في وجهه..
سمع جميع نزلاء السچن صوت فتح أحد الأقفال الموصدة لعنبر حبسهم بالسجن العمومي.. وتعلقت أنظارهم بذلك الصول الضخم الذي ولج للداخل..
صاح هو بصوت جهوري غليظ
المسجون مجد مهدي أبو النجا!
أتاه صوته من بعيد وهو يعتدل من متكأه
ايوه يا شاويش!
هتف فيه بصوت آمر
قوم معايا كلم المأمور!
نهض بتثاقل من مكانه قائلا بصوت بارد
طيب!
همس له من خلفه أحد المساجين قائلا بحماس
بينها البشارة يا كبيرنا
رد عليه مج بحذر
الظاهر كده!
ربت على كتفه قائلا بسعادة
ربنا معاك!
صاح الصول بحدة بعد أن لاحظ تباطيء حركته
اتحرك يا مسجون!
رد عليه مجد برخامة
جاي يا شاويش بس رجلي منملة شوية!
رمقه الصول بنظرات احتقارية وهو يرد ساخرا
تحب أخليهالك تفك!
تقوس فمه للجانب قائلا بصوت خشن
وعلى ايه هي هاتفك لوحدها!
ركضت أروى ناحية باب المنزل لتفتحه بعد أن سمعت صوت قرع الجرس معتقدة أن الطارق أحد أخويها.
وجدت رجلا غريبا ممسكا بأوراق ما فيه يرمقها بنظرات عادية فنظرت له بتعجب متسائلة
انت عاوز مين يا عمو
أجابها بنبرة جادة
ناديلي حد كبير من جوا يا شاطرة يكلمني!
لوت ثغرها قائلة بامتعاض
طيب..
ثم استدارت برأسها للخلف صائحة بنبرة عالية
ماما في واحد كبير على الباب عاوزك
أتاها صوت والدتها مرددا بتوتر
يا ساتر مين ده اللي عاوزني
جذبت ابنتها الصغرى من كتفها للخلف لتقف هي على
عتبة الباب متسائلة بتوجس محدقة فيه بغرابة
خير يا حضرت انت عاوز مين
أجابها بنبرة رسمية وهو يخرج ورقة ما من وسط الأوراق الموضوعة بداخل الملف الذي يمسكه
ده بيت الأستاذ دياب طه حرب
انقبض قلبها نوعا ما خافقا بدقات سريعة وهي ترد بالإيجاب
اه هو.. خير في حاجة أنا أمه
رد عليها متسائلا بنفس النبرة الخالية من التعابير
هو فين
أجابته متوجسة
جاي في السكة طمني بس في حاجة حصلت
ناولها تلك الورقة قائلا ببرود معتاد
معايا إخطار من المحكمة للسيد دياب!
أخذتها منه متسائلة بحيرة
إخطار ايه ده
رد عليها بنبرة جافة وهو يقرب دفتر ما منها مشيرا إلى مكان ما فيه لتوقع به
معرفش اتفضلي امضي هنا بالإستلام
طيب..
قالتها وهي توقع باسمها بجوار إصبعه ثم طوت الورقة الرسمية التي بحوزتها
أغلق المحضر دفتره مرددا
متشكر!
ثم انصرف بعدها تاركا إياها في حالة حيرة وتخبط..
أغلقت الباب خلفه محاولة قراءة وفهم ما هو مدون في ذلك الإخطار...
وقفت قبالتها ابنتها متسائلة بفضول
مين ده يا ماما
ردت عليها جليلة
متابعة القراءة