روايه جنتي علي الارض
المحتويات
و لو انتي مش مستريحه أو مدايقه من حاجه يا ريت تقولي .....
good morning و لا اقول صباح الانسجام
قطع ذلك الصوت استرسال إياد في الحديث و الټفت ليشاهد صديقه كريم قادما باتجاههم .
جلس كريم على المائده يتوسط كلا من نسرين و إياد ايه مالكم محدش بيرد الصباح ليه !
انتقل كريم بنظره بين إياد و نسرين ثم قال لا ده أنا باين وجودي غير مرحب بيه بالمره أقوم أحسن .
سأل كريم ضاحكا معاد مع الموزه بتاعة امبارح
رد إياد پحده كريم مش وقته الكلام ده .
نسيت نسرين قرارها بتجاهل كريم و سألته و قد غلبها فضولها تقصد مين و ايه اللي حصل ... أرجوك تسيحله !
أجابها كريم صاحبتك جنه ..
نظرت نسرين إلى إياد غير مصدقه و قالت جنه !
قال إياد منزعجا مش مكسوف من نفسك امتى هتبطل شغل العيال ده !
سألت نسرين يعني الكلام ده مش صحيح .
قال كريم مؤكدا و أنا هاكدب ليه يعني !
قال إياد بحزم الحكايه و ما فيها كان عندها مشكله و كنت بساعدها مش أكتر .
قال كريم ساخرا فعلا في امريكا بيقولوا العشا مع شمعتين بيساعد جدا في حل المشاكل .
ضحكت نسرين و قالت كفايه بقى يا كريم بس أنا لحد دلوقتي مش مصدقه بقى جنه القطه المغمضه دي قدرت تتوغل و تنفذ و تكسر القفل الحديدي اللي حاطه على قلبك !
رد إياد بعصبيه انتي هتعومي على عومه .. دي بنت غلبانه و كنت بساعدها لا أكتر و لا أقل .
رد إياد بفتور أنا مالي ربنا يوفقها و يوفقه .
ثم انصرف متعللا بذلك الموعد.
كانت نسرين مستمتعه بالحديث مع إياد و كريم و كعادتهم دوما لم يخلو حديثهم من المرح و لكن ما أفسد متعتها الآن هو تذكرها التوتر الذي خلقته مع كريم بفعلتها تلك نعم للحظات نسيت نفسها و غلبتها عادتها فلطالما أحبت الاشتراك في المزاح مع كريم و استفزاز أخاها الرصين .
و لم لا فجنه فتاه جميله ألهذا السبب نفى إياد أن يكون معجبا بها ألأنه أحس بمشاعر صديقه نحوها !
أخرجها سؤال كريم من شرودها سرحتي فايه ... اوعي تقوليلي في مستر رائد بتاعك لأنه مستحيل أصدق .
تعلم جيدا أنه أراد استفزازها و لكن هناك ما هو أهم تود التيقن منه .
رأت الدهشه في عينيه ثم قال و يهمك فايه رأيي فيها
ابتسمت نسرين و قالت لا اوعى تكون فهمتني غلط أنا بس عايزه اطمن على إياد مش لسه حضرتك كنت بتلمح أنه معجب بيها .
تنهد كريم و قال و أنا هجاوبك بصراحه مع إني مشفتهاش و لا كلمتها غير تلات مرات بس حاسس إني أعرفها من زمان مش عارف ليه بحس براحه غريبه اوي ناحيتها ...
قاطعته نسرين وقالت مغتاظه أنا سألتك رأيك فيها مش طلبت منك تسمعلي قصيدة شعر.
ثم غادرت مسرعه و لم تلاحظ الابتسامه العريضه التي ارتسمت على شفتي كريم.
نظرت جنه إلى هاتفها الملقى على مكتبها و قالت محدثه نفسها مين يصدق
إن موبايل يعمل المشاكل دي كلها مكنش لازم أوافق و آخده من البدايه على رأي سماح لازم ابطل عبط.
و تذكرت التأنيب الشديد الذي تلقته من سماح بعد أن روت عليها هذا الصباح ما حدث الليله الماضيه ترى
هل سماح محقه في تخوفها من إياد
صفعت جنه وجهها و عادت لتحدث نفسها فوقي انتي لسه بتفكري فيه مشفتيش اټجنن ازاي امبارح لما كلمتي صاحبه صحيح بيساعدك ووقف جنبك و كتر خيره بس مش معنى كده إنه هيتشرف بيكي و يقول دي زي أختي قدام الناس .
انتي بالنسباله زي الصدقه ايده الشمال متعرفش اليمين ادت ايه !
مسحت جنه دمعه نزلت رغما عنها و تذكرت مشكلة سماح و كيف بانشغالها نسيت وعدها لها بالذهاب و البحث عن عنوان تلك المرأه .
قام رمزي باستدعاء معتز إلى مكتبه للاطلاع على آخر تطورات المهمه التي كلفه بها بخصوص إياد ...
سأل رمزي ها عملت ايه
قال معتز بهدوء شوف يا فندم أنا عندي صور لإياد الحداد و هو مقبوض عليه مع واحده و شكلها كده مش تمام.
قال رمزي بلهفه انت بتتكلم جد .. طب هو دلوقتي فالحجز و ليه مقلتش من بدري
أجابه معتز لا حجز ايه أنا هافهم حضرتك لما كلفتني بالمهمه بدأت اجمع معلومات عنه و لما شفته كنت متأكد إني صورته قبل كده فين و ازاي مكنتش فاكر فضلت ادور فالصور اللي عندي لغاية أما عترت فصورته دي .
سأل رمزي بفتور يعني الحكايه قديمه
أجاب معتز بسرعه لا قديمه ايه .. القبض عليه كان في ليلة راس السنه بس لما رحت ودعبست عرفت إنه خرج فليلتها بدون أي تهمه .
قال رمزي يعني طلعت على فشوش .
قال رمزي مش فاهم عايز توصل لايه
أجابه معتز مبتسما أنا بقالي فتره برسم و اتكتك بس عايز اجمع شوية معلومات عن البت دي لانه فايدها هيكون نجاح الخطه اللي رسمتها .
سأل رمزي خطة ايه
قال رمزي بحزم طب انت اجمع معلوماتك الاول عن البت دي و متتخذش أي خطوه معاها بدون ما ترجعلي .
و بقي رمزي يتساءل لم شعر بالضيق الشديد من خطة معتز فإياد فعلا يستحق الڤضيحه ألم يحاول استدراج زوجته إلى شقته و .. و لكن ما ذنب تلك الفتاه !! !
قالت جنه محدثه نفسها هو الراجل ده مبيفكرش الا في بطنه .
لقد اختفي الساعي مره أخرى معطلا جنه عن المغادره عليها الآن أن تنتظر عودته و دعت في سرها أن يكون ذاهب لقضاء حاجته و ليس كما يفعل دوما للتسامرو مشاركة العشاء مع حارس البنايه المقابله للمكتبه .
عادت و جلست على مكتبها تاره تعبث في هاتفها و تاره في جهاز الحاسوب و من حين لآخر تنظر إلى البوابه على أمل أن يعود الساعي قريبا .
لم يسلم اليوم أي من الموظفين من ڠضب إياد فقد أمضى ليلته ينفث غضبه في كيس الملاكمه الموجود بغرفته و ما إن هدأت أعصابه حتى عاد هذا الصباح لنفس الحاله و السبب هو ذلك الحديث مع نسرين و كريم عنها .
على أحدهم أن يذكر اسمها فقط لتنتابه تلك المشاعر الجامحه من جديد .
أخذ إياد نفسا عميقا فكل مشكله و لها حل و الحل هنا يتحقق بالتفكير بالعقل و تنحيه المشاعر اذن فجنه مجرد فتاه تحتاج إلى مساعدته أما شعوره تجاهها فهو شعور بالمسئوليه فقط .
أما عن غضبه طوال اليوم فبالتأكيد هو غاضب من تصرفه الأرعن معها ليلة أمس و ربما نفذت قرارها و ذهبت للضابط.
و بالتالي عليه الآن أن يذهب للمكتبه فقط ليتأكد من عدم مضيها فعليا في هذا القرار .
و في غضون دقائق كان في سيارته متجها الى المكتبه .
تأففت جنه فللمره المليون تفشل في تخطي المستوى الأول لأحد الألعاب الموجوده على هاتفها وضعت الهاتف في حقيبتها و تمتمت اهو انت مش جاي من وراك غير الهم خليني في الكتب أحسن بفهمها و تفهمني.
همت جنه بالنهوض و إحضار أحد الكتب عندما لمحته بطرف عينها و ببطء شديد دخل المكتبه و اتجه إلى ركن الكتب المصوره .
رقص قلبها فرحا لعودته فلقد ظنت أنها أخافته عندما لحقت به المره الماضيه و لكن يبدو أن هذا الشقي الصغير لا ېخاف بسهوله .
بقيت جالسه في مقعدها تراقبه من بعيد فلقد أحدثت ثغره عمدا في رف الكتب المصوره حتى يتسنى لها رؤيته إن عاد .
لاحظت جنه وجود كدمه سوداء على عينه اليمنى
انفطر قلبها حزنا نهضت من مقعدها و سارت بهدوء شديد نحو ركن الكتب المصوره .
شاهدته عن قرب و لم تكن مجرد كدمه سوداء بل هناك چرح في ذقنه و يده اليسرى مليئه بعلامات على ما يبدو من آثار حړق ما .
بقيت للحظات تحملق فيه أما هو فمثل المره الماضيه الټفت يمينا و يسارا ليتأكد من خلو المكان و لكنه اليوم قام بإخراج كتابا من سترته ووضعه على الرف ثم أخفى الكتاب الذي كان يطالعه مكانه .
ابتسمت جنه فصغيرها ليس بسارق هو فقط يستعير الكتب ثم يعيدها و تساءلت أي أسره تلك التي تضربه و تهمله و في نفس الوقت تزرع وازع الأمانه في داخله .
لن تكتفي بالمشاهده عليها مساعدته فبشكل أو بآخر يذكرها هذا الصغير بحياتها القاسيه في بيت خالها .
خرجت جنه من خلف الرف و دخلت الممر الموجود به ثم اقتربت منه و قالت ازيك يا حبيبي أنا مبسوطه إنك رجعت تاني .
تسمر الصبي في مكانه و ظهرت علامات الفزع على محياه فقالت جنه متخفش انا بس عايزه اتكلم معاك شويه ممكن
بقي متسمرا في مكانه و لم ينطق بحرف قالت جنه انت بتحب الكتب اللي فيها صور ...صح
أومأ الصبي لها برأسه.
قالت جنه و أنا كمان كده ينفع انا و انت نبقى صحاب .
ابتسم لها فقالت أنا اسمي جنه و انت يا بطل اسمك ايه
نظر الصبي إلى الأرض ثم عاد بنظره إليها و قال الست بتقولي يله و العيال محمد .
انفطر قلب جنه أكثر عند سماعها إجابته و سألت برقه الست ..تقصد مامتك
هز الصبي رأسه بالنفي و قال هي بتقول إنها أمهم و بس .
سألت جنه طب انت فين مامتك
آنسه جنه آنسه جنه
انتي لسه هنا
ظهر الخۏف على وجهه فور سماعه صوت الساعي قالت جنه مطمئنه ده عمو فريد و هو طيب خالص .
و لكن لم تنجح محاولتها في طمأنته ثوان و كان خارج المكتبه .
قالت جنه للساعي على الفور أنا مروحه تقدر تقفل المكتبه يا عم فريد .
حملت حقيبتها و غادرت المكتبه وقفت على البوابه تنظر يمينا و يسارا تبحث عنه وجدته يسير بالقرب من كشك الصحف و من ثم دخل في أحد الشوارع الفرعيه .
انطلقت جنه تحث خطاها للحاق به توقفت عند ذلك الكشك و نظرت باتجاه الشارع الفرعي وجدته قد وصل إلى نهايته
متابعة القراءة